@ 483 @
الأشرف فكان منه ما نذكره إن شاء الله تعالى
$ ذكر القبض على الحاجب علي وقتله $
وفي هذه السنة ارسل الملك الأشرف مملوكه عز الدين أيبك وهو امير كبير في دولته الى مدينة خلاط وأمره بالقبض على الحاجب حسام الدين علي بن حماد وهو المتولي لبلاد خلاط والحاكم فيها من قبل الأشرف ولم تعلم شيئا يوجب القبض عليه لأنه كان مشفقا عليه ناصحا له حافظا لبلاده حسن السيرة مع الرعية ولقد وقف هذه المدة الطويلة في وجه خوارزمشاه جلال الدين وحفظ خلاط حفظا يعجز غيره عنه وكان مهتما بحفظ بلاده وذابا عنها وقد تقدم من ذكر قصده بلاد جلال الدين والاستيلاء على بعضها ما يدل على همة عالية وشجاعة تامة وصار لصاحبه به منزلة عظيمة فإن الناس يقولون بعض غلمان الملك الأشرف يقاوم خوارزمشاه وكان رحمه الله كثير الخير والاحسان لا يمكن احدا من ظلم وعمل كثيرا من اعمال البر من الخانات في الطرق والمساجد في البلاد وبنى بخلاط بيمارستانا وجامعا وعمل كثيرا من الطرق واصلحها كان يشق سلوكها فلما وصل ايبك الى خلاط قبض عليه ثم قتله غيلة لأنه كان عدوه ولما قتل ظهر اثر كفايته فإن جلال الدين حصر خلاط بعد قبضه وملكها على ما نذكره إن شاء الله ولم يمهل الله ايبك بل انتقم منه سريعا فإن جلال الدين أخذ أيبك اسيرا لما ملك خلاط مع غيره من الأمراء فلما اصطلح الأشرف وجلال الدين اطلق الجميع وذكر ان ايبك قتل وكان سبب قتله أن مملوكا للحاجب علي كان قد هرب الى جلال الدين فلما أسر ايبك طلبه ذلك المملوك من جلال الدين ليقتله بصاحبه الحاجب علي فسلمه اليه فقتله وبلغني أن الملك الأشرف رأى في المنام كأن الحاجب عليا قد دخل الى مجلس فيه أيبك فأخذ منديلا وجعله في رفبة أيبك وأخذه وخرج فأصبح الملك الأشرف وقال قد مات أيبك فإبي رأيت في المنام كذا وكذا
$ ذكر ملك الكامل مدينة حماة $
وفي هذه السنة اواخر شهر رمضان ملك الملك الكامل مدينة حماة وسبب ذلك ان الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر وهو صاحب حماة توفي على ما نذكره ولما حضرته الوفاة حلف الجند وأكابر البلد لولده الأكبر ويلقب بالملك المظفر وكان قد سيره ابوه الى الملك الكامل صاحب مصر لأنه كان قد تزوج بابنته وكان