@ 484 @
لمحمد ولد آخر اسمه قلج أرسلان ولقبه صلاح الدين وهو بدمشق فحضر إلى مدينة حماة فسلمت إليه واستولى على المدينة وعلى قلعتها فأرسل الملك الكامل يأمره ان يسلم البلد إلى أخيه الأكبر فإن أباه أوصى له به فلم يفعل وترددت الرسل في ذلك الى الملك المعظم صاحب دمشق فلم تقع الاجابة
فلما توفي المعظم وخرج الكامل الى الشام وملك دمشق سير جيشا الى حماة فحصرها ثالث شهر رمضان وكان المقدم على هذا الجيش أسد الدين شيركوه صاحب حمص وأمير كبير من عسكره يقال له فخر الدين عثمان ومعهما ولد محمد تقي الدين الذي كان عند الكامل فبقي الحصار على البلد عدة أيام وكان الملك الكامب قد سار عن دمشق ونزل على سلمية يريد العبور الى البلاد الجزرية حران وغيرها فلما نازلها قصده صاحب حماة صلاح الدين ونزل اليه من قلعته ولم يكن لذلك سبب إلا أمر الله تعالى
فإن صلاح الدين قال لأصحابه أريد النزول الى الملك الكامل فقالوا له ليس بالشام احصن من قلعتك وقد جمعت من الذخائر ما لا حد له فلأي شيء تنزل اليه ليس هذا برأي فأصبر على النزول واصروا على منعه فقال في آخر الأمر اتركوني انزل وإلا القيت نفسي من القلعة فحينئذ سكتوا عنه فنزل في نفر يسير ووصل الى الكامل فاعتقله الى ان سلم مدينة حماة وقلعتها الى اخيه الاكبر الملك المظفر وبقي بيده قلعة بارين حسب فإنها كانت له
وكان هو كالباحث بظلفه على حتفه
$ ذكر حصر جلال الدين خلاط وملكها $
وفي هذه السنة اوائل شوال حصر جلال الدين خوارزمشاه مدينة خلاط وهي للملك الأشرف وبها عسكره فامتنعوا بها وأعانهم اهل البلد خوفا من جلال الدين لسوء سيرته وأسرفوا في الشتم والسفه فأخذه اللجاج معهم وأقام عليهم جميع الشتاء محاصرا وفرق كثيرا من عساكره في القرى والبلاد القريبة من شدة البرد وكثرة الثلج فإن خلاط من اشد البلاد بردا واكثرها ثلجا وأبان جلال الدين عن عزم قوي وصبر تحار العقول منه ونصب عليها عدة منجنيقات ولم يزل يرميها بالحجارة حتى خرب بعض سورها فأعاد اهل البلد عمارته ولم يزل مصايرهم وملازمهم الى اواخر جمادى الأولى من سنة سبع وعشرين فزحف اليها زحفا متتابعا وملكها عنوة وقهرا يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى سلمها اليه بعض الأمراء غدرا فلما ملك