@ 489 @
البعض واستذلهم وطمع فيهم حيث استولى على الحصن فلما رأى من لم يأخذ شيئا من الخلع والمال ما فعل بهم ارسلوا الى صونج يطلبونه ليسلموا اليه القلعة فسار اليهم في اصحابه فسلموها اليه فسبحان من اذا أراد أمرا سهله هذه قلعة روينذر لم تزل تتقاصر عنها قدرة أكابر الملوك وعظمائهم من قديم الزمان وحديثه وتضرب الأمثال بحصانتها لما اراد الله سبحانه وتعالى ان يملكها هذا الرجل الضعيف سهل له الأمور فملكها بغير قتال ولا تعب وزال عنها اصحاب مثل جلال الدين الذي كل ملوك الأرض نهابه وتخافه وكان اصحاب جلال الدين كما قيل رب ساع لقاعد فلما ملكها صونج طمع في غيرها لا سيما مع اشتغال جلال الدين بما اصابه من الهزيمة ومجيء التتر فنزل من القلعة الى مراغة وهي قريب منها فحصرها فأتاه سهم غرب فقتله فلما قتل ملك رويندز أخوه ثم إن هذا الأخ الثاني نزل من القلعة وقصد أعمال تبريز ونهبها وعاد إلى القلعة ليجعل فيها من ذلك النهب والغنيمة ذخيرة خوفا من التتر وكانوا قد خرجوا فصادفه طائفة من التتر فقتلوه وأخذوا ما معه من النهب ولما قتل ملك القلعة ابن اخت له وكان هذا جميعه في مدة سنتين فأف لدينا لا تزال تتبع فرحة بترحة وكل حسنة بسيئة