@ 494 @
وهي مدينة كبيرة عظيمة ففعلوا كذلك وكان هذا في ذي الحجة ولقد حكي لي عنهم حكايات يكاد سامعها يكذب بها من الخوف الذي القاه الله سبحانه وتعالى في قلوب الناس منهم حتى قيل ان الرجل الواحد منهم كان يدخل القرية أو الدرب وبه جمع كثير من الناس فلا يزال يقتلهم واحدا بعد واحد لا يتجاسر احد يمد يده الى ذلك الفارس ولقد بلغني ان انسانا منهم اخذ رجلا ولم يكن مع التتري ما يقتله به فقال له ضع رأسك على الأرض ولا تبرح فوضع رأسه على الأرض ومضى التتري احضر سيفا فقتله به
وحكى لي رجل قال كنت انا ومعي سبعة عشر رجلا في طريق فجاءنا فارس من التتر وقال لنا حتى يكتف بعضنا بعضا فشرع اصحابي يفعلون ما أمرهم فقلت لهم هذا واحد فلم لا نقتله ونهرب فقالوا نخاف فقلت هذا يريد قتلكم الساعة فنحن نقتله فلعل الله يخلصنا فوالله ما جسر احد يفعل ذلك فأخذت سكينا وقتلته وهربنا فنجونا وامثال هذا كثير
$ ذكر وصول طائفة من التتر الى اربل ودقوقا $
في هذه السنة في ذي الحجة وصل طائفة من التتر من اذربيجان الى اعمال اربل فقتلوا من على طريقهم من التركمان الأيوائية والأكراد والجوزقان وغيرهم الى ان دخلوا بلد اربل فنهبوا القرى وقتلوا من ظفروا به أهل تلك الأعمال وعملوا الأعمال الشنيعة التي لم يسمع بمثلها من غيرهم وبرز مظفر الدين صاحب اربل في عساكره واستمد عساكر الموصل فساروا اليه فلما بلغه عود التتر الى اذربيجان اقام في بلاده ولم يتبعهم فوصلوا الى بلد الكرخيني وبلد دقوقا وغير ذلك وعادوا سالمين لم يذعرهم احد ولا وقف في وجوههم فارس وهذه مصائب وحوادث لم ير الناس من قديم الزمان وحديثه ما يقاربها فالله سبحانه وتعالى يلطف بالمسلمين ويرحمهم ويرد هذا العدو عنهم وخرجت هذه السنة ولم نتحقق لجلال الدين خبرا ولا نعلم هل قتل او اختفى بم يظهر نفسه خوفا من التتر أو فارق البلاد الى غيرها والله أعلم
$ ذكر طاعة أهل أذربيجان للتتر $
في أول هذه السنة أطاع أهل بلاد اذربيجان جميعها للتتر وحملوا اليهم الأموال