@ 495 @
والثياب الخطائي والخويي والعتابي وغير ذلك وسبب طاعتهم أن جلال الدين لما انهزم على آمد من التتر وتفرقت عساكره وتمزقوا كل ممزق وتحفظهم الناس وفعل التتر بديار بكر والجزيرة واربل وخلاط ما فعلوا ولم يمنعهم احد ولا وقف في وجوههم فارس وملوك الإسلام منحجرون في الاثقاب وانضاف الى هذا انقطاع اخبار جلال الدين فإنه لم يظهر له خبر ولا علموا له حالا سقط في أيديهم واذعنوا للتتر بالطاعة وحملوا اليهم ما طلبوا منهم من الأموال والثياب من ذلك مدينة تبريز التي هي اصل بلاد اذربيجان ومرجع الجميع اليها والى من بها فإن ملك التتر نزل في عساكره بالقرب منها وأرسل الى اهلها يدعوهم الى طاعته ويتهددهم ان امتنعوا عليه فأرسلوا اليه المال الكثير والتحف من انواع الثياب الا بريسم وغيرها وكل شيء حتى الخمر وبذلوا له الطاعة فأعاد الجواب يشكرهم ويطلب منهم ان يحضر مقدموهم عنده فقصده قاضي البلد ورئيسه وجماعة من اعيان اهله وتخلف عنهم شمس الدين الطغرائي وهو الذي يرجع الجميع اليه الا انه يظهر شيئا من ذلك فلما حضروا عنده سألهم عن امتناع الطغرائي فقالوا إنه رجل منقطع ما له بالملوك تعلق ونحن الأصل فسكت ثم طلب ان يحضروا عنده من صناع الثياب الخطائي وغيرها ليستعمل لملكهم الأعظم فإن هذا هو من اتباع ذلك الملك فاحضروا الصناع فاستعملهم في الذي ارادوا ووزن اهل تبريز الثمن وطلب منهم خركاة لملكهم ايضا فعلموا له خركاة لم يعمل مثلها وعملوا غشاءها من الأطلس الجيد المزركش وعملوا من داخلها السمور والقندر فجاءت عليهم بجملة كثيرة وقرر عليهم من المال كل سنة شيئا كثيرا ومن الثياب كذلك وترددت رسلهم الى ديوان الخلافة وإلى جماعة من الملوك يطلبون منهم انهم لا ينصرون خوارزمشاه ولقد وقفت على كتاب وصل من تاجر من اهل الري كان قد انتقل الى الموصل وأقام بها هو ورفقاء له ثم سافر الى الري في العام الماضي قبل خروج التتر فلما وصل التتر الى الري وأطاعهم اهلها وساروا الى اذربيجان سار هو معهم الى تبريز فكتب الى اصحابه بالموصل يقول إن الكافر لعنه الله ما نقدر نصفه ولا كثرة جموعه حتى لا تنقطع قلوب المسلمين فإن الأمر عظيم ولا تظنوا ان هذه الطائفة التي وصلت الى نصيبين والخابور والطائفة الأخرى التي وصلت الى اربل ودقوقا كان قصدهم النهب إنما ارادوا ان يعلموا هل في البلاد من يردهم ام لا فلما عادوا اخبروا ملكهم بخلو البلاد من مانع ومدافع وان البلاد