كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 10)

@ 8 @

$ ثم دخلت سنة ثلاث $
$ وستين وخمسمائة $
$ ذكر فراق زين الدين الموصل وتحكم قطب الدين في البلاد $
في هذه السنة فارق زين الدين علي بن بكتكين النائب عن قطب الدين مودود ابن زنكي صاحب الموصل خدمة صاحبه بالموصل وسار إلى إربل وكان هو الحاكم في الدولة وأكثر البلاد بيده منها إربل وفيه بيته وأولاده وخزائنه ومنها شهروزر وجميع القلاع التي معها وجميع بلد الهكارية وقلاعه منه العمادية وغيرها وبلد الحميدية وتكريت وسنجار وحران وقلعة الموصل هوبها وكان قد أصابه طرش وعمى أيضا فلما عزم على مفارقة الموصل إلى بيته بإربل سلم جميع ما كان بيده من البلاد إلى قطب الدين مودود وبقي معه إربل حسب وكان شجاعا عاقلا حسن السيرة سليم القلب ميمون النقيبة لم ينهزم من حرب قط وكان كريما كثير العطاء للجند وغيرهم مدحه الحيص بيص بقصيدة فلما أراد أن ينشد قال أنا لا أعرف ما يقول ولكني أعلم أنه يريد شيئا فأمر له بخمسمائة دينار وفرس وخلعة مجموع ذلك ألف دينار ولم يزل بإربل إلى أن مات بها بهذه السنة ولما فراق زين الدين قلعة الموصل سلمها قطب الدين إلى فخر الدين عبد المسيح وحكمه في البلاد فعمر القلعة وكانت خرابا لأن زين الدين كان قليل الالتفات إلى العمارة وسار عبد المسيح سيرة سديدة وسياسة عظيمة وهو خصي أبيض من مماليك زنكي أتابك عماد الدين
$ ذكر الحرب بين البهلوان وصاحب مراغة $
في هذه السنة أرسل آقسنقر الأحمديلي صاحب مراغة إلى بغداد يسأل أن يخطب للملك الذي هو عنده وهو ولد السلطان محمد شاه ويبذل أنه لا يطأ أرض العراق ولا يطلب شيئا غير ذلك وبذل ما لا يحمله إذا أجيب إلى ما التمسه فأجيب

الصفحة 8