كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 10)

قُلْتُ: وقيل في رمضان. قال: وبعث عليًّا في سنة عشر إلى اليمن (¬1) وبعث فيها أسامة بن زيد إلى الداروم (¬2) من أرض مصر (¬3) فغنم وسلم (¬4).
وبعث أيضًا في سنة عشر عيينة بن حصن إلى بني العنبر يدعوهم فلم يجيبوا، فقتل منهم وسبى (¬5).
وبعث جريرًا إلى ذي الكلاع سنة إحدى عشرة يدعوه إلى الإسلام، فأسلم (¬6). ولم تأت غزوة إلا ورى النبي - صلى الله عليه وسلم - بغيرها إلا تبوك. وقال ابن سيده: تبوك: اسم أرض، وقد تكون تبوك تفعل (¬7). وزعم ابن قتيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء في غزوة تبوك وهم يبوكون حسيها بقدح، فقال: "ما زلتم تبوكونها بعد" فسميت تبوك. ومعنى تبوكون: تدخلون فيه السهم، وتحركونه ليخرج ماؤه (¬8).
¬__________
= وذكره الواحدي في "أسباب النزول" ص 257 (516)، البغوي في "معالم التنزيل" 4/ 75، السيوطي في "الدر" 3/ 466 وعزاه للبيهقي في "دلائله".
(¬1) رواه ابن سعد في "طبقاته" 2/ 169، 337، وانظر: "البداية والنهاية" 5/ 229، وسيرة ابن هشام 4/ 273 - 274.
(¬2) ورد في هامش الأصل ما نصه: قوله (الداروم) كذا صواب النطق به، أعني: بالميم، وقوله من أرض مصر فيه نظر، إذ الشام من العريش إلى الفرات .. والعريش بعدها، فهي شاميَّة.
(¬3) الداروم تقع في أرض الشام وليست في أرض مصر، انظر: "معجم البلدان" 2/ 424، وسيرة ابن هشام 4/ 278.
(¬4) انظر: سيرة ابن هشام 4/ 278.
(¬5) رواه البخاري معلقًا عن ابن إسحاق كتاب: المغازي، باب: 68، وانظر: "تاريخ الطبري" 2/ 209، و"الإصابة" 1/ 55 و 3/ 54 و 201.
(¬6) انظر: "الطبقات الكبرى" 1/ 265 - 266، و"تاريخ الطبري" 2/ 226، و"الاستيعاب" 1/ 309 - 310، 2/ 53، و"الإصابة" 1/ 382.
(¬7) "المحكم" 6/ 484 وفيه: تبوك تفعول، لا كما ذكر هنا: تفعل.
(¬8) انظر: "تفسير القرطبي" 8/ 280، و"معجم ما استعجم" 1/ 303.

الصفحة 524