كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 10)

وأيضًا فهو من المزابنة المنهي عنها، وهو بيع الثمرة على رءوس النخل بالتمر كيلًا.
وأيضًا فهو من باب بيع الرطب بالتمر نسيئة، فيدخله المنع من التفاضل، ومن النسيئة. وقالوا: الخرص منسوخ بنسخ الربا.
واستدل من رآه بحديث ابن عباس في بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن رواحة إلى خيبر حين كان يصرم النخل، فحزر النخل وهو الذي يسميه أهل المدينة الخرص. أخرجه أبو داود (¬1) وأخرج أيضًا من حديث عائشة مثله. قال الدارقطني: وروي مرسلًا ومسندًا (¬2).
وبحديث جابر قال: أفاء الله تعالى خيبر على رسوله، فبعث ابن رواحة فخرصها عليهم عشرين ألف وسق، أخرجه الدارقطني كذلك (¬3)، وابن أبي شيبة في "مصنفه". وقال: بأربعين ألف وسق (¬4).
¬__________
(¬1) "أبو داود" (3410) ورواه أيضًا ابن ماجه (1820). قال الألباني في "الإرواء" 3/ 282: إسناده جيد. وحسنه في "صحيح ابن ماجه" (1473).
(¬2) "سنن أبي داود" (1606 و 3413). وقال الحافظ ابن كثير في "الإرشاد" 1/ 255: رجال إسناده على شرطهما، ولكن قال البخاري: ليس بمحفوظ. والحديث يرويه حجاج عن ابن جريج قال: أخبرت عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة.
لذا قال المصنف في "البدر المنير" 5/ 543: فيه جهالة المخبر لابن جريج. وقال الحافظ في "التلخيص" 2/ 171: فيه جهالة الواسطة.
وقال الألباني في "ضعيف أبي داود" (282): إسناده ضعيف، لجهالة المخبر.
وقال في "الإرواء" 3/ 281: رجاله ثقات كلهم غير أنه منقطع.
(¬3) "سنن الدارقطني" 2/ 133 - 134. قال المصنف في "البدر المنير" 5/ 535 - 536: قال المنذري: رجال إسناده. كلهم ثقات. وقال الألباني في "الإرواء" 3/ 281: إسناده رجاله ثقات كلهم لولا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه.
(¬4) "المصنف" 2/ 415 (10561) كتاب الزكاة، ما ذكر في خرص النخل، و 7/ 293 (36199) كتاب: الرد على أبي حنيفة.

الصفحة 531