وقيل: إن العنبر ينبت في البحر بمنزلة الحشيش في البر. رواه ابن رستم عن محمد بن الحسن.
وقيل: إنه شجر تتكسر فيصيبها الموج فيلقيها إلى الساحل. وقيل: إنه جُشاء دابة. وقيل: يخرج من عين.
والصواب أنه يخرج من دابَّة بحرية صرح به ابن البيطار (¬1) - ينبت في قعر البحر فتأكله بعض دوابِّه فإذا امتلأت منه قذفته رجيعًا وهو في خلقه كالعظام من الخشب، وهو دسم خوار دهني يطفو على الماء، ومنه ما لونه إلى السواد.
وقال ابن سينا (¬2): فيما نظن نبع عين في البحر.
¬__________
(¬1) هو العلامة ضياء الدين عبد الله بن أحمد، الأندلس، المالقي، والبناني، ابن البيطار، مصنف كتاب "الأدوية النباتية" وما صنف في معناه مثله، كان ثقة فيما ينقله، حجة، انتهت إليه معرفة الحشائش والنبات وتحقيقه وصفته وأسمائه وأماكنه، كان لا يجارى في ذلك، وسافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم، وأخذ فن النبات عن جماعة. وكان ذكيًّا فطنًا.
توفي بدمشق سنة ست وأربعين وستمائة.
وانظر تمام ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" 23/ 256 (168)، "تاريخ الإسلام" 47/ 311 (416)، "الوافي بالوفيات" 17/ 51 (47) "شذرات الذهب" 5/ 234.
(¬2) هو العلامة الشهير الفيلسوف- أبو علي، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي ابن سينا، البلخي ثم البخاري، صاحب التصانيف في الطب والفسلفة والمنطق.
صنف "الإنصاف" عشرين مجلدًا. و"البر والإثم" مجلدين، "القانون" مجلدين.
قال الذهبي: هو رأس الفلاسفة الإسلامية لم يأتي بعد الفارابي مثله، فالحمد لله على الإسلام والسنة، وله كتاب "الشفاء" وغيره، وأشياء لا تحتمل، وقد كفره الغزالي في كتاب "المنقذ من الضلال" وكفر الفارابي. اهـ من "السير" 17/ 535. توفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" 2/ 157، "وسير أعلام النبلاء" 17/ 531 (356) و"تاريخ الإسلام" 29/ 218 (262)، و"الوافي بالوفيات" 12/ 391.