كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 10)

وقال: "أغنُوهم عن طوافِ هذا اليوم" (¬1) والمخاطب غني بفوت يومه، ولم يفرق بين أن يكون المأمور غنيًا أو فقيرًا، وأيضًا فإن زكاة الفطر حق في المال لا يزداد بزيادة المال، ولا يفتقر إلى نصاب أصله الكفارة، وفي "فضائل رمضان" لابن شاهين، وقال: غريب جيد الإسناد من حديث جرير مرفوعًا: "شهر رمضان معلق بين السماء والأرض فلا يرفع إلى الله -عز وجل- إلا بزكاة الفطر" (¬2)، وروينا عن وكيع بن الجراح: صدقة الفطر لرمضان كسجدتي السهو للصلاة لجبر النقصان.
¬__________
(¬1) رواه الدارقطني 2/ 153، والبيهقي 4/ 175 من طريق أبي معشر عن نافع عن ابن عمر.
وأشار البيهقي إلى تضعيفه بأبي معشر وضعفه ابن حزم في "المحلى" 6/ 121، والنووي في "المجموع" 6/ 85، والمصنف في "البدر المنير" 5/ 620 - 621، والحافظ في "الفتح" 3/ 375، وفي "بلوغ المرام" (648)، والألباني في "الإرواء" (844).
(¬2) قلت: كذا عزاه المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 97 (1653) ويبدو -والله أعلم- أن المصنف قد تبعه في هذا العزو، قال العلامة الألباني رحمه الله: في ثبوت هذا النص في كتاب ابن شاهين المذكور نظر؛ فإني قد راجعت "فضائل رمضان" له في نسخة خطية جيدة في المكتبة الظاهرية بدمشق فلم أجد الحديث فيه مطلقًا.
ثم عزا الحديث إلى أحمد بن عيس المقدسي في "فضائل جرير" ونقل عنه أنه قال: رواه أبو حفص بن شاهين. فلعل ابن شاهين ذكر ذلك في غير "فضائل رمضان" أو في نسخة أخرى منه، فيها زيادات على التي وقفت عليها. اهـ "الضعيفة" 1/ 117 - 118.
قلت: لعله في "الترغيب والترهيب" لابن شاهين؛ هذا عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (4925)، والهندي في "كنز العمال " 8/ 466 (23687)، 8/ 551 (24124)، والحديث رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 8 (824) وقال: حديث لا يصح. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (43).

الصفحة 624