حزم- لا يجزئ إلا التمر والشعير خاصة قال: لا يخرج في زكاة الفطر إلا التمر والشعير خاصة (¬1)، ورد الأحاديث التي فيها زيادة على هذين الجنسين فقال: احتجوا بأخبار فاسدة لا تصح، منها: حديث أبي سعيد هذا، ومنها حديث ثعلبة بن صُعير عن أبيه: "صاعًا من بر (¬2) "، ثم ضعفه بالنعمان بن راشد واضطرابه.
وقد رواه مرة فلم يذكر البر، وذكر التمر والشعير، وهو أحسن حديث في الباب، ولا يحتج به لجهالة عبد الله بن ثعلبة بن صعير، ثم ادعى أنه ليس له صحبة، وهو غريب فقد ذكره في الصحابة أبو عمر (¬3) وغيره، وروى عنه سعد بن إبراهيم وغيره، فلا جهالة إذن، ثم روي من طريق عمرو بن شعيب وفيه: "مدان من حنطة
¬__________
(¬1) "المحلى" 6/ 118.
(¬2) رواه أبو داود (1619) باب: من روى نصف صاع من قمح، وأحمد 5/ 432، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 451 (628)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 45، والدارقطني 2/ 147 - 148، والبيهقي 4/ 167، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 289 (604). روي هذا الحديث على اختلاف في اسم صحابيه، لذا قال الحافظ في "الدراية" 1/ 269: وحاصله الاختلاف في اسم صحابيه، فمنهم من قال: عبد الله بن ثعلبة، فقيل عبد الله بن ثعلبة بن صُعير، وقيل: ابن أبي صُعير، وقيل: ثعلبة، وقيل: ثعلبة بن عبد الله بن أبي صُعير.
انظر: "أسد الغابة" 1/ 288 - 289 (604)، "تهذيب الكمال" 4/ 394 - 395 (843)، "تهذيب الكمال" 1/ 272، "تقريب التهذيب" ص 134 (842).
ضعفه الألباني من طريق النعمان بن راشد، وقال: والنعمان بن راشد فيه ضعف، لكنه صححه من طريق آخر في "السلسلة الصحيحة" 3/ 170 - 172 (1177).
وضعفه أيضًا في "ضعيف أبي داود" برقم (287) قائلًا: إسناده ضعيف؛ لسوء حفظ النعمان بن راشد، والشطر الأول منه قد توبع عليه ولذلك أوردته في "الصحيحة".
(¬3) "الاستيعاب" 3/ 12 (1496).