كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 10)

فانصرف مَروان فقال النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أحسن إليهما فقصر في أمرهما فشكيا إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فأمر بلالا أن يقوم بنفقتهما فجاءه الضحاك بن سفيان أحد بني بكر بن كلاب فقال يا رسول الله ائذن لي أن أدخل إلى الطائف فإذن له فكلمهم في أهل مَروان وما له فوهبوا ذلك له فخرج به إلى مَروان فأطلق مَروان الغلامين.
ثم إن الضحاك عتب على أُبَيّ بن مَالك في شيء بعد ذلك فقال يعاتبه:
أتنسى بلائي يا أُبَيّ بن مَالك ... غداة الرسول معرض عنك أشوس
يقودك مَروان بن قيس بحبله ... ذليلا كما قيد الرفيع المخيس
ذكر هذه القصة عمر بن شبة في أخبار المدينة أيضًا بطولها.
قلت: وأخو أُبَيّ بن مَالك الذي أشير إليه بأنه يقول أنه فتى أهل المشرق اسمه نهيك بن مالك ذكره المرزباني في معجم الشعراء، وقال: إنه جاهلي، وكان يلقب منهب الرزق قال، وكان قد قدم مكة بطعام ومتاع للتجارة فرآهم مجهودين فأنهب العير بما عليها قال وعاتبه خاله في أنهاب ماله بعكاظ فقال:
يا خال ذرني ومالي ما فعلت به ... وما يصيبك منه إنني مودي
إن نهيكا أبي إن خلائقه ... حتى تبيد جبال الحرة السود
فلن أطيعك إلا أن تخلدني ... فانظر بكيدك هل تسطيع تخليدي
الحمد لا يشترى إلا له ثمن ... ولن أعيش بمال غير محمود

الصفحة 127