كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 10)

وذكر أَبو أَحمد الحاكم أن محمدا بن أبي حذيفة لما ضبط مصر وأراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بمصر أولا فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا وطلب منه معاوية ناسا يكونون تحت يده رهنا ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفين فأخرج محمد رهنا عدتهم ثلاثون نفسا فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا.
وقال أَبو أَحمد الحاكم خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين نفسا فحاصره ونصب عليه المنجنيق حتى نزل على صلح فحبس ثم قتل.
وأخرج ابن عائذ من طريق ابن لَهِيعَة، عَن يزيد بن حبيب قال فرقهم معاوية
بصفين فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق وسجن بن عديس والباقين في سجن بعلبك.
وأخرج يعقوب بن سفيان، في "تاريخه" من طريق ابن المبارك، عَن حرملة بن عمران، عَن عبد العزيز بن عبد الملك السليحي حدثني أبي قال كنت مع عقبة بن عامر قريبا من المنبر فخرج بن أبي حذيفة فحطب الناس ثم قرأ عليهم سورة، وكان قارئا فقال عقبة صدق رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ليقرأن القرآن ناس لا يجاوز تراقيهم فسمعه ابن أبي حذيفة فقال إن كنت صادقا إنك لمنهم.

الصفحة 22