كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 10)

وأَخرجه ابن مَنْدَه من وجه آخر، عَن إبراهيم بن محمد، عَن طلحة، عَن أَبيه أنه ذهب به إلى رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم حين ولد فسماه محمدا وقال هو أَبو سليمان لا أجمع له بني اسمي وكنيتي.
وقال ابن مَنْدَه: المشهور الأول.
وكان محمد كثير العبادة، وكان يُقَالُ لَهُ: السجاد.
وأخرج البغوي من طريق حصين بن عبد الرحمن، عَن أبي جميلة الطهوي قال لما كان يوم الجمل قال محمد بن طلحة لعائشة يا أم المؤمنين قالت كن كخير ابني آدم قال فأغمد سيفه، وكان قد سله ثم قام حتى قتل.
قال البَغَوِيُّ: قال غيره قتله شريع بن أوفى فمر به علي فقال هذا السجاد قتله بره بأبيه، وكان ذلك في سنة ست وثلاثين.
واختلف في اسم قاتله وذكر البُخارِيّ في تفسير غافر تعليقا ما يقوى ما قال البَغَوِيُّ: أن اسم قاتله شريح بن أبي أوفى:
يذكرني حم والرمح شاجر ... فهلا تلا حم قبل التقدم
وهي أبيات أولها:
وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وقيل اسم قاتله كعب بن مدلج وقيل شداد بن معاوية وقيل عصام بن مقشعر وقيل الأشتر وقيل عَبد الله بن مكعبر وقيل غير ذلك وقد ذكرتها منسوبة لقائلها في فتح الباري.

الصفحة 33