كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 10)
وإن كان لم يصب بذكره في الصحابة وإهداء المقوقس إلى رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم وقبوله هديته مشهور عند أهل السير والفتوح قال أَبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر، حَدَّثنا هشام ابن إسحاق وغيره قالوا لما كانت سنة ست من مهاجر رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ورجع من الحديبية بعث إلى الملوك فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فلما انتهى إلى الإسكندرية وجده في مجلس مشرف على البحر فركب البحر فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه فلما رآه أمر به فأوصل إليه فلما قرأه قال ما منعه إن كان نبيا أن يدعو علي فيسلط علي فقال له حاطب ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسوء قال فوجم لها ثم قال له أعد فأعاد ثم قال له حاطب أنه كان قبلك رجل زعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله منه فاعتبر به وإن لك دينا لن تدعه إلى إلى دين هو خير منه وهو الإسلام وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد ولسنا ننهاك، عَن دين عيسى بل نأمرك به فقرأ الكتاب فإذا فيه من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى.
فذكر مثل الكتاب إلى هرقل فلما فرغ أخذه فجعله في حق من عاج وختم عليه.
ثم ساق من طريق أبان بن صالح قال أرسل المقوقس إلى حاطب فقال أسالك، عَن ثلاث فقال لا تسألني، عَن شيء إلا صدقتك,