كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 10)

المستعاذ به: مَعاذًا، كما يسمى ملجأ ووَزَرًا» (¬١).
«والمستعاذ به هو الذي يُطلب منه العوذ، ويُعتصم به، ويُلتجأ ويُهرب إليه، وهو الله جبار السموات والأرض، فلا يُستعاذ إلا به، ولا يُستعاذ بأحد من خلقه، بل هو الذي يعيذ المستعيذين، ويعصمهم ويمنعهم من شر ما استعاذوا به» (¬٢).
ونعم الله كثيرة على عباده ومتتابعة بتتابع الليل والنهار، قال تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤)} [أبراهيم:٣٤].
وأعظم نعمة نعمة الهداية لهذا الدين، وهي نعمة لا تعدلها كنوز الأرض كلها، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:٣].
وقال تعالى ممتنًّا على نبيه بهذه النعمة: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢)} [الشورى:٥٢].
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم - رضي الله عنه - أن
---------------
(¬١). بدائع الفوائد (٢/ ٢٠٠).
(¬٢). فقه الأدعية والأذكار، د. عبدالرزاق البدر ص ٩٢٢.

الصفحة 22