كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 10)

الكلمة الرابعة
الاعتزاز بالدِّين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..
قال تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٨)} [المنافقون: ٨]. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به؛ أذلنا الله» (¬١).
وروى الترمذي في سننه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ»، قَالَ: كَانَ أَحَبَّهُمَا إِليهِ عُمَرُ (¬٢).
---------------
(¬١). جزء من حديث في مستدرك الحاكم (١/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال محققه: سنده صحيح.
(¬٢). برقم ٣٦٨١ وقال: هذا حديث صحيح غريب، وصححه الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٠٤) برقم ٢٩٠٧.

الصفحة 27