كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 10)

جنود اللفيف الأجنبي التابعين للفيلق الأجنبي المتمركز في (شابو جاندارم) رفضوا القتال، وألقوا بأسلحتهم أرضا، فقتل قادتهم الإفرنسيون أربعة منهم لإرغامهم على القتال. وبالرغم من ذلك فقد أصروا على الرفض، ولما تأكدت القيادة الإفرنسية أن الفشل قد نزل بقواتها، وأن الذعر قد هيمن على جنودها، وأنها لم تعد قادرة على إرغامهم - بأي حال من الأحوال - على خوض المعركة من جديد، قررت استئناف عملية القصف الجوي، إلا أنها استخدمت في هذه المرة الغازات الخانقة، فبلغ مجموع من استشهد من مغاوير جيش التحرير ثلاثة وثلاثون مجاهدا. أما الباقون، فقد تمكنوا من الانسحاب بعد أن عم الاضطراب صفوف القوات الإفرنسية.
كان من الصعب جدا إحصاء خسائر الإفرنسيين ومعرفة عدد قتلاهم بدقة، وقد أكد المدنيون الجزائريون الذين أرغموا على نقل جثث القتلى أن عدد هؤلاء يزيد على بضع مئات (ما بين قتلى
وجرحى).
ولعل ما يؤكد الحجم الكبير للخسائر الإفرنسية في الأرواح، هو إقدام القيادة الإفرنسية على تخصيص أربع عشرة سيارة من سيارات الاسعاف لاخلاء الجرحى (عشر منها عسكرية وأربع مدنية) بالإضافة إلى تخصيص ثلاث طائرات عمودية (هيليكوبتر) لإخلاء الجرحى. وكذلك تخصيص ست مركبات كبيرة (من نوع ج. م. س) لإخلاء القتلى. أما في مجال الخسائر المادية، فبالإضافة إلى الطائرات الثلاث التي أسقطت محترقة، تمكن المغاوير من تدمير دبابة بنيران البازوكا - في بداية المعركة.
***

الصفحة 181