كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 10)

وتدافع المواطنون - المدنيون - نحو جيش التحرير بحماسة مثيرة، وعواطف متفجرة طالما تم كبتها وجاءت فرصتها لتنطلق من عقالها، فكانت صيحات هؤلاء المواطنين تتردد في جنبات المركز قوية مجلجلة: (عاش جيش التحرير الوطني! ولتحيا جمهورية الجزائر حرة كريمة!) - ومر شيخ كهل وهو يحمل على كتفيه شقاء السنين فيحدث صاحبه، وتلتقط أذن أحد المجاهدين ما يقوله:
(هل رأيت؟ لقد أمرنا ضابط الشؤون الأهلية - الساس - ابن الكلب - بألا نفتح الأبواب غدا قبل الساعة التاسعة صباحا. وها هم إخواننا الأبطال وقد جاءوا يفتحوا لنا أبواب الحرية والعزة على مصراعيها). وخرجت النساء من معتقلاتهن، وهن يزغردن - اليويو - ويهتفن بحياة جيش التحرير ومجاهديه.
وانقلبت المعركة إلى عرس التقى فيه أبناء الشعب بجيش الشعب وارتفع صوت امرأة وهي تتحدث إلى صاحبتها (لقد تركت أربعين ألف فرنك، فهل أعود لجلبها؟) وتجيبها المرأة الثانية (أتركيها، إن الوقت يستعجلنا، غدا، عندما تستقل الجزائر سيكون لديك الملاين لا الآلاف). وأقبل طفل صغير راكضا وهو يجر كلبه الصغير، وسأل قائد المكلفة بتحرير المعتقلين بكل براءة الطفولة: أين طريق الحرية؟ ووجهه قائد الوحدة الى الاتجاه الذي يجب عليه أن يسلكه. ثم أقبل طفل آخر مسرعا وهو يحمل على كتفيه دثاره. وسأل أيضا عن الطريق الذي يجب عليه أن يسير فيه، غير أنه رفض متابعة السير قبل أن يقبل مجاهدي جيش التحرير الذين أطلقوه من معتقله، وأعادوا إليه حريته المسلوبة. وجاءت مجموعة من النسوة إلى قائد الوحدة، فقالت له إحداهن:
(إن زوجي مجاهد في جيش التحرير، وقد حررتموني لأعود وألتقي

الصفحة 204