كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 10)

به) وقالت أخرى: (إن زوجي خائن يعمل مع قوات - القوم - وأنا أتركه مسرورة سعيدة، لأني لا أقبل العيش مع رجل يعمل مع أعداء وطنه وقومه. ولم أبق معه من قبل إلا تحت الضغط والإكراه).
أكملت قوة المجاهدين عملها في تدمير المراكز والأبنية والأبراج واللاجىء، وحررت المعتقلين، فانتهت بذلك المهمة، وبدأت عملية الانسحاب، وظهرت بعض الدبابات الافرنسية التي وصلت من مراكز أخرى، فجابهتها مدافع البازوكا بنيرانها المحكمة ودمرت اثنتين منها، فأخذت بقية الدبابات بالانسحاب والفرار. وجاء رد فعل العدو التالي بقصف مدفعي حيث عملت المدفعية الإفرنسية الثقيلة على قصف ساكن المدنيين قصفا كثيفا ومركزا، فقتل عدد كبير من المواطنين الجزائريين. وانتقم العدو بنذالة من المدنيين العزل، بعد أن عجز عن مجابهة المسلحين من مجاهدي جيش التحرير.
عندما كانت وحدة مجاهدي جيش التحرير تنفذ عملياتها في مركز (امراو) كانت هناك زمرة منها تنفذ مهمة مستقلة - تقريبا -وهي: الهجوم على المركز الشمالي ببرج أمراو. كان المركز الشمالي لبرج (أمراو) يقع على رابية قريبة من الشعاب الصغيرة التي تتخلل الأرض الجرداء المحيطة (ببرج أمراو). وقد وصل المجاهدون هنا إلى المركز في الساعة الواحدة صباحا. وكشف المراقب - الحارس - أمرهم، ولكنه بدلا من إطلاق شارة الانذار، قفز من مكانه، ولاذ بالفرار. وبدأ المجاهدون عمليتهم بفتح الثغرات عبر سياج الأسلاك الشائكة التي ترتفع مترا عن سطح الأرض وتمتد بالعمق - العرض - هنا حتى إثني عشر مترا. وأمكن فتح الثغرات بالحشوات المستطيلة (البنغالور). وما إن تم تنفيذ ذلك

الصفحة 205