كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 10)

بنجاح حتى اندفعت قوات المجاهدين كالسيل الجارف، مدمرة في طريقها أبراج الحراسة (الميرادور) والملاجىء المحصنة (بواسطة مدافع البازوكا ومدافع عيار 57 مم). ولم تكن الأسلاك والملاجىء تبعد عن البناء الرئيسي للمركز بأكثر من مسافة لا تتجاوز العشرين مترا.
وهكذا لم تمض إلا ثوان قليلة على تدمير الملاجىء المحصنة، حتى كان المجاهدون قد اندفعوا نحو البناء للقضاء على المقاومة المتمركزة فيه بالقنابل اليدوية ونيران المسدسات الرشاشة التي راحت تطارد الجنود الافرنسيين وهم يحاولون الفرار في كل اتجاه، فترديهم النيران فورا، وتسقطهم، وهم يصيحون برفاقهم بألا يتركوهم، وأن يحملوهم معهم إلى الملاجىء. وكان الضباط هم أول من وصل الى الملاجىء المحصنة، فانطلق المجاهدون في بحثهم عن الافرنسيين المختبئين في الملاجىء، وكانوا كثيرا ما يتعثرون أثناء بحثهم، بجثث القتلى المتناثرة والممزقة في كل مكان. وبينما هم كذلك، سمعوا أصواتا تناديهم باللغة العربية من أحد الملاجىء، فتوجهوا نحو مصدر الصوت، وإذ ذاك عثروا على ثلاثة من المجندين الذين أرغمتهم السلطات الإفرنسية على العمل في صفوف قواتها، فتم تحريرهم، وانضموا إلى المجاهدين، ووجهوهم نحو مستودعات ومراكز المدافع الرشاشة والرشاشات - الخفيفة منها والقصيرة -
والقنابل اليدوية والوثائق والذخائر المخزونة في الملاجىء.
وكان بقايا الجنود الافرنسيين أثناء ذلك، يتابعون محاولاتهم للفرار من جحيم المعركة، وهم يطلقون صيحات الذعر والفزع. ولم يصمد منهم للمقاومة سوى جماعة التجأت إلى ملجإ حصين،

الصفحة 206