كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 11)

وقد أُجيبَ عن مسلمٍ بعدة أجوبة، منها ما أَجابَ به النووي رحمه الله تعالى، فقال: "ويُمكنُ أن يجابَ لمسلمٍ عن هذا بأن الظاهرَ من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك، فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك وسمعه أيضًا من عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك، فرواه مرة عنه ومرة عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتنُ صحيحٌ لا مطعنَ فيه، والله أعلم" (شرح النووي على مسلم ٣/ ١٠٠).
وذكر السيوطي كلامه هذا ولم يتعقبه بشيءٍ كالمُقرِّ له (الديباج على صحيح مسلم ٢/ ٧).
وبنحوه أجابَ ابنُ حَجَرٍ فقال: ((أبو سلام اسمه ممطور: شامي، تابعي، ثقة، وقد صرَّحَ بالتحديث في حديثه هذا من أبي مالك له. وذلك فيما أخرجه ابنُ حِبَّانَ عن عمران بن موسى، عن هُدبةَ بنِ خالدٍ، عن أبان، فتكون زيادة عبد الرحمن إما لكونه سمعه منه أولًا، ثم سمعه من أبي مالك، أو ثبَّته فيه عبد الرحمن، فإن في روايته عنه لهذا الحديث اختصارًا)) (نتائج الأفكار ١/ ٥٥).
قلنا: رواية هدبة خرَّجها الضياء في (المنتقى من مسموعات مرو ق ١٣٥٧ أ)، وهو فيه بالعنعنة، وقد وهم ابن حجر في زعمه أن ابن حبان أخرجه من طريقه مصرحًا فيه بالسماع، وإنما أخرج ابن حبان (٦٢٧٢) من هذا الطريق عن يحيى، أن زيدًا حدَّثه، أن أبا سلام حدَّثه أن الحارث الأشعري حدَّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ... »، الحديث.
وقد تعرَّضَ العلائي لهذا الحديث في ثنايا كلامه عن حديثنا هذا، فقال: ((وقع في كتابَي الترمذي والنسائي من طريقِ أبي سلام هذا قال: حدَّثني الحارث

الصفحة 11