كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 11)

الأشعري فذكر حديثَ: «إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَىَ بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ» الحديث، وأخرجه ابن حبان في صحيحه هكذا بلفظ (حَدَّثَنَا) ثم قال عقبه: "الحارث الأشعري هذا هو أبو مالك الحارث بن مالك الأشعري"، فعلى هذا لا تكون رواية أبي سلام عن أبي مالك مرسلة، ولكن في هذا نظر؛ فقد خالف ابن حبان جماعة، منهم ابن عبد البر وغيره، فقالوا: الحارث هذا في حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام هو الحارث بن الحارث الأشعري، وهو غير أبي مالك متأخر عنه)) (جامع التحصيل ١/ ١٣٧ - ١٣٨).
قلنا: نعم، الحارث الأشعري هذا متأخر الوفاة، وهو غير أبي مالك الأشعري المختلف في اسمه، ولكن ليس هناك ما يمنع أن يكون الحارث هو صاحب حديث الطهور، لاسيما وقد ذكر أبو نعيم أنه يكنى بأبي مالك أيضًا، لكنه جمع بينهما!
وتَعَقَّبَهُ ابنُ حَجَرٍ، فقال: ((ومما أوقع أبا نعيم في الجمع بينهما أن مسلمًا وغيرَه أخرجوا لأبي مالك الأشعري حديث: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ» من رواية أبي سلام عنه بإسناد حديث: «إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ سَوَاءٍ»، وقد أخرجَ أبو القاسم الطبرانيُّ هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء، فإما أن يكون الحارث بن الحارث يكنى أيضًا أبا مالك، وإما أن يكونا واحدًا، والأول أظهر، فإن أبا مالك متقدم الوفاة كما سيأتي في ترجمته، وعلى هذا فيرد على المزيِّ كونه لم يذكرْ أن مسلمًا روى للحارث بن الحارث هذا أيضًا، وقد ذكر البغوي في "معجمه" أن للحارثِ هذا حديثين من حديث أبي سلام عنه" (تهذيب التهذيب ٢/ ١٣٧).
وقال في ترجمة الحارث من (الإصابة ١٣٩٤): ((وقد خَلَطَهُ غيرُ واحدٍ

الصفحة 12