كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 11)

بأبي مالك الأشعري، فوهموا، فإنَّ أبا مالك المشهور بكنيته المختلف في اسمه متقدّم الوفاة على هذا، وهذا مشهورٌ باسمه وتأَخَّر حتى سمع منه أبو سلام)).
وقال أيضًا: ((أبو مالك الأشعري الذى روى عنه أبو سلام الأسود ... هو الحارث بن الحارث الأشعري ... وأما أبو مالك الأشعري هذا فهو آخر قديم كما تقدَّم هنا أنه ماتَ في خلافة عمر هو ومعاذ بن جبل وغيرهما ... والفصل بينهما في غاية الإشكال، حتى قال أبو أحمد الحاكم في ترجمته: أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدًّا)) (تهذيب التهذيب ١٢/ ٢١٨).
وجَزَمَ بأنه الحارث في موضع آخر، فقال: ((وأخرجه الترمذي في الدعوات لكن قال: "عن الحارث بن الحارث الأشعري" (! ! ) بدل "أبي مالك" وهو هو)) (النكت الظراف ٩/ ٢٨٤).
كذا قال، وادَّعَى مثله في (النتائج) فقال: ((ووقع في روايةِ جميعِ مَن تقدَّم عن أبي مالك الأشعري، إلا الترمذي فوقعَ في روايته عن الحارث بن الحارث الأشعري، فإن كان محفوظًا فالحديثُ من مسند الحارث، وهو يكنى أبا مالك. وفي الصحابة من الأشعريين ممن يكنى أبا مالك: كعب بن عاصم، وآخر اسمه عبيد، وآخر مشهور بكنيته مختلف في اسمه، وقد جعل أصحاب الأطراف هذا الحديث من روايته، وما وقع عند الترمذي يأبى ذلك)) (نتائج الأفكار ١/ ٥٦).
قلنا: الحديثُ عند الترمذيِّ من رواية أبي مالك الأشعري أيضًا، ولم يُسَمَّ.
ولمَّا ذكرَ المزيُّ طريقَ ابنِ غنم، وأتبعه قائلًا: ((رُوي عن يحيى بن أبي كثير،

الصفحة 13