كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 11)

عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي مالك)).
عَلَّقَ عليه ابنُ حَجَرٍ، فقال: ((هذه الروايةُ هي المعتمدةُ، فإن هدبة بن خالد حدَّثَ به عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام، أن الحارث الأشعري حدَّثه، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريقه))! !
وهذا وهم كما سبق.
ثم قال ابن حجر: ((وأما إدخال عبد الرحمن بن غنم بين أبي سلام وأبي مالك، فيحتمل أن يكون الحديث عند أبي سلام بإسنادين: أحدهما: عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك، والآخر عن الحارث بن الحارث الأشعري، والحارث أيضًا يكنى أبا مالك، لكن أبو مالك -شيخ عبد الرحمن بن غنم- غيره فيما يظهر لي، والله أعلم)) (النكت الظراف ٩/ ٢٨٣).
ومما يُقوي هذا الاحتمال: أن لفظ حديثه عن أبي مالك، غير لفظ حديثه عن ابن غنم عنه، فلفظ حديث ابن غنم: «إِسْبَاغُ الوُضُوءِ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءُ المِيزَانِ، وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ وَالَأرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ ... » الحديث، بنحوه.
وقد أشار إلى ذلك ابن رجب، فقال: ((وفي حديث معاوية بعض المخالفة لحديث يحيى بن أبي كثير)) (جامع العلوم والحكم ٢/ ٦٣٠).
قلنا: وسواء كان صاحب الحديث هو الحارث الأشعري، أو غيره، فقد ثبت سماع أبي سلام منه، فإن الإمام مسلمًا قد ساق هذا الإسناد بعينه لحديث آخر في (صحيحه ٩٣٤/ ٢٩)، فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،

الصفحة 14