كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 11)

وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ بإيراده له في الصحيح.
وقد ألزمَ الدارقطنيُّ مسلمًا إخراج نسخة حسين بن واقد عنِ ابنِ بُريدةَ، فقال: "وأخرجَ مسلمٌ حديثًا واحدًا عن الحسينِ بنِ وَاقدٍ عنِ ابنِ بُريدةَ عن أبيه ... وعنده نسخةٌ يلزمه إخراجها" (الإلزامات، صـ ٣٦٦).
وقال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ، ولم يخرجاه"!
فتعقبه الألبانيُّ قائلًا: "إنما هو على شرطِ مسلمٍ فقط، فإن الحسينَ بنَ واقدٍ لم يخرجْ له البخاريُّ" (الإرواء ٢/ ٢٢١).
وصَحَّحَهُ أيضًا في (الثمر ١/ ١٢)، وتمام المنة (صـ ١١١)، و (صحيح الترغيب ٢٠١)، و (المشكاة ١٣٢٦).
وذكره البغويُّ في قسمِ الحسانِ من (المصابيح ٩٣٦).
وهناك أمرٌ لا بُدَّ من تحريرِهِ، وهو سماعُ عبد الله بن بريدة من أبيه؛
فقد سُئِلَ الإمامُ أحمدُ عن سماعِ عبد الله من أبيه، فقال: "ما أدري" (معجم الصحابة للبغوي ١/ ٣٩٤)، وعن إبراهيمَ الحربيِّ أنه قال في عبد الله وأخيه سليمان: "لم يسمعا من أبيهما" (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ٧/ ٢٥٧)، و (تهذيب التهذيب ٥/ ١٥٨)،
ونقل مغلطاي قولَ البخاريِّ: "عبد الله بن بريدة عن أبيه، سَمِعَ سمرةَ وعمرانَ"، ثم قال: "فيه إشعارٌ بل جزمٌ بأنه لم يسمعْ منه". اهـ.
وفي هذا الكلامِ نظرٌ؛ فقد أدركا من أبيهما ثلاثينَ سنة أو أكثر، وقد صرَّحَ عبد الله بن بريدة بالسماعِ من أبيه في أحاديث كثيرة، ومنها حديثنا هذا كما عند أحمد والترمذي وغيرهما؛ ولذا جَزَمَ بسماعِهِ من أبيه:

الصفحة 70