كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 11 """"""
قال : وكان في بيت المال حين بويع خمسة عشر ألف ألف دينار ، فأطلق يد الوزير في بيت المال فأخرج حق البيعة قال : ثم استصغر الوزير المقتدر ، فعزم على خلعه وتقليد الخلافة أبا عبد الله بن المعتمد على الله . فراسله في ذلك واستقرت الحال ، وانتظر الوزير قدوم بارس حاجب إسماعيل صاحب خراسان ، وكان قد أذن له في القدوم وأراد أن يستعين به على ذلك ويتقوى به على غلمان المعتضد بالله ، فتأخر بارس .
واتفق أنه وقع بني أبي عبد الله بن المعتمد وبين ابن عمروية - صاحب الشرطة - منازعة في ضيعة مشتركة بينهما ، فأغلظ له ابن عمروية ، فغضب ابن المعتمد غضباً شديداً وأغمي عليه ، وفلج في المجلس فحمل إلى بيته في محفة فمات في اليوم الثاني .
فأراد الوزير البيعة لأبي الحسن بن المتوكل فمات أيضاً بعد خمسة أيام ، وتم أمر المقتدر . وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الله الهاشمي .
ودخلت سنة ست وتسعين ومائتين :
ذكر خلع المقتدر وولاية ابن المعتز وانتفاض ذلك وعودة المقتدر ووفاة عبد الله بن المعتز
قال : وفي هذه السنة اجتمع القواد والقضاة والكتاب مع الوزير على خلع المقتدر والبيعة لابن المعتز فأجابهم إلى ذلك على أن لا يكون فيه سفك دم ولا حرب ، فأخبروه أن كلمتهم اجتمعت عليه ، وأنه ليس له منازع ولا محارب . وكان القائم في ذلك الوزير المذكور ومحمد ابن دواد الجراح وأبوا المثنى أحمد بن يعقوب القاضي ، ومن القواد الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف بن صوار تكين ثم إن الوزير رأى أمره صالحاً مع المقتدر ، وأنه على ما يجب ، فبدا له في ذلك فوثب به الآخرون فقتلوه ، وكان الذي تولى قتله منهم الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف لحقوه وهو سائر إلى بستانٍ له فقتلوه ، وقتلوا معه فانكا المعتضدي ، وذلك في العشرين من شهر ربيع الأول ، وخلع المقتدر من الغد ، وبايع الناس لابن المعتز .