كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 15 """"""
عليه في منتصف رمضان . وقال أبو الفرج بن الجوزي في حوادث هذه السنة قال ثابت بن سنان رأيت في صدر أيام المقتدر ببغداد امرأة بلا ذراعين ولا عضدين ، وكان لها كفان بأصابع تامةٍ متعلقةٍ في رأس كتفيها لا تعمل بهما شيئاً وكانت تعمل أعمال اليدين برجليهما ، ورأيناها تغزل برجليها وتمد الطاقة وتسويها - قال - ورأيت امرأة أخرى بعضدين وذراعين وكفين إلا أن كل واحد من الكفين ينخرط . ويدق إذا فارق النهدين حتى ينتهي إلى رأس دقيق يمتد ويصير إصبعاً واحدة ، وكذلك رجلها على هذه الصورة ، ومعها ابن لها على مثل صورتها ودخلت سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين : في هذه السنة جعلت أم موسى الهاشمية قهر مانة دار المقتدر بالله ، فكانت تؤدي الرسائل عن المقتدر بالله وأمه إلى الوزراء . ثم صار لها أن تحكم كثيراً من الدولة على ما نذكره إن شاء الله تعالى . وحج الناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي ودخلت سنة تسع وتسعين ومائتين .
ذكر القبض على ابن الفرات ووزارة الخاقاني
في هذه السنة قبض المقتدر بالله على وزيره ابن الفرات ، ووكل بداره ، وهتك حرمه ، ونهب أمواله ودور أصحابه ومن يتعلق به فافتتنت بغداد لقبضه ، وكانت مدة وزارته - وهي الأولى ثلاث سنين وثمانية أشهر ، وثلاثة عشر يوماً . وقلد أبو علي محمد بن يحيى بن عبيد الله بن خاقان الوزارة ، فرتب أصحاب الدواوين ، وتولى مناظرة ابن الفرات . ثم انجلت أمور الخاقاني لأنه كان ضجوراً ضيق الصدر ، مهملاً لقراءة كتب العمال ، وجباية الأموال ، وكان يتقرب إلى الخاصة والعامة ، فكان إذا رأى جماعة من الملاحين والعامة يصلون - جماعة - ينزل ويصلي معهم ، وإذا سأله أحد