كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
وربعة ذهب مرصعة فيها شمامات مسك وعنبر كله مرصع ، وعشر أفراس بسروجها ولإحداها سرج ذهب . ووردت هدايا ابن أبي الساج وهي أربعمائة دابة وثمانون ألف دينار وفرش أرمني لم ير مثله ، فيه بساط طوله سبعون ذراعاً في عرض ستين ، لا قيمة له وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي .
ودخلت سنة ثلاثمائة من الهجرة النبوية
ذكر عزل الخاقاني عن الوزارة ووزارة علي بن عيسى
في هذه السنة ظهر للمقتدر بالله تخليط الخاقاني وعجزه عن الوزارة ، فأراد عزله وإعادة أبي الحسن بن الفرات ، فمنعه مؤنس الخادم وقال له : متى أعدته ظن الناس أنك إنما قبضت عليه شرها في ماله وأشار عليه باستدعاء علي بن عيسى من مكة وتقليده الوزارة وشكره مؤنس الخادم وأثنى عليه .
فأمر المقتدر بإحضاره ، فوصل إلى بغداد في أول سنة إحدى وثلاثمائة ، فجلس في الوزارة وسلم إليه الخاقاني فأحسن إليه ووسع عليه . ولما تولى علي بن عيسى لازم العلم والنظر في الأمور ورد المظالم ، وأطلق من المكوس شيئاً كثيراً ، وأسقط زيادات كان الخاقاني قد زادها للجند ، فأسقط الزيادات . وأمر بعمارة المساجد والجوامع وتبييضها وبسطها بالحصر وإشعال الأضواء فيها . وأمر بإصلاح البيمارستانات وعمل ما تحتاج إليه ، وغير ذلك من وجوه البر والقربات .
قال : ولما عزل الخاقاني أكثر الناس التزوير على خط الخاقاني بصلاتٍ وإدرارات ، فنظر علي بن عيسى في ذلك فأنكر الخطوط وأراد إسقاطها ، فخاف ذم الناس ، فأنفذها للخاقاني فقال : كلها خطى وأنا أمرت بها فلما عاد الرسول إلى علي بن عيسى قال : والله لقد كذب ، وقد علم المزور من غيره ولكنه اعترف بها لتحمده الناس ويذموني وأمر بإحراقها ، وقال الخاقاني لولده : يا بني ، هذه ليست خطى ولكنه أنفذها إلي وقد عرف الصحيح من السقيم وأراد أن نأخذ الشوك بأيدينا ويبغضنا إلى الناس ، وقد علمت مقصودة ، وعكسته عليه

الصفحة 17