كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 18 """"""
قال ابن الجوزي : وفيها لاثني عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر ورد الخبر بانخساف جبل بالدينور يعرف بالتل وخرج من تحته ماء كثير أغرق عدة من القرى ، ووصل الخبر بانخساف قطعة عظيمة من جبل لبنان وسقوطها في البحر .
وفي هذه السنة خرج أهل صقلية عن طاعة المهدي صاحب أفريقية ، وخطب للمقتدر بالله بها . وكان الذي قام بهذه الدعوة أحمد بن قرهب ، فسير إليه الخلع السود والألوية ، ثم خرج أهل الجزيرة عليه وقبضوه وبعثوه للمهدي فقتله . وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك .
ودخلت سنة إحدى وثلاثمائة : وفي هذه السنة خلع المقتدر بالله على ابنه أبي العباس وقلده أعمال مصر والمغرب وعمره أربع سنوات ، واستخلف له على مصر مؤنس الخادم . وهذا أبو العباس الذي ولي الخلافة بعد القاهر ولقب الراضي بالله على ما نذكره إن شاء الله تعالى . وخلع أيضاً على ابنه على وولاه الري ودنباوند وقزوين وزنجان وأبهر .
وفيها خالف أبو الهيجاء بن حمدان بالموصل على المقتدر بالله ، فسير إليه المظفر مؤنساً ، فأتاه ابن حمدان مستأمناً ، وورد مؤنس معه إلى بغداد فخلع المقتدر عليهما .
وفيها استولى الحسن بن علي بن عمر بن الحسين بن علي على برسنان ، وتلقب بالناصر على ما نذكره - إن شاء الله تعالى - في أخبار الطالبيين .

الصفحة 18