كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
وفيها جهز المهدي - صاحب أفريقية - العساكر مع ابنه القائد إلى الديار المصرية ، فسار إلى برقة واستولى عليها ، وسار إلى مصر فملك الإسكندرية والفيوم ، وصار في يده أكثر البلاد فسير المقتدر لحربه مؤنساً الخادم في جيش كثيف ، فحارب عساكر المهدي وأجلاهم عن الديار المصرية ، فعادوا إلى المغرب منهزمين وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك أيضاً . ودخلت سنة اثنتين وثلاثمائة : في هذه السنة أمر المقتدر بالقبض على أبي عبد الله الحسين بن عبد الله الجوهري المعروف بابن الجصاص وأخذ ما في بيته من صنوف الأموال ، فأخذ منه ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار ، وكان هو يدعي أن ما أخذ منه عشرون ألف ألف دينار وأكثر من ذلك .
وفيها أنفذ الملقب بالمهدي - صاحب أفريقية - جيشاً إلى الديار المصرية مع قائد من قواده يقال له حباسة في البحر ، فغلب على الإسكندرية ثم سار منها إلى مصر . فأرسل المقتدر لحربه مؤنساً الخادم في عسكر فالتقوا في جمادى الأولى واقتتلوا قتالاً شديداً ، فقتل من الفريقين وجرح خلق كثير ، ثم كانت بينهم وقعة ثانية ، ثم وقعة ثالثة ورابعة انهزم فيها المغاربة وقتل منهم وأسر سبعة آلاف وذلك في سلخ جمادى الآخرة . وعاد من بقي إلى المهدي فقتل حباسة .
وفيها غزا بشر الخادم والي طرسوس بلاد الروم ، ففتح فيها وغزا وسبى وأسر مائة وخمسين بطريقاً ، وكان السبي نحوا من ألفي رأس .
وفيها قلد أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل والجزيرة .