كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
قال ابن الجوزي : وفيها جمادى الأولى ختن المقتدر خمسة أولاد له ، ونشر عليهم خمسة آلاف دينار ومائة ألف درهم ورقاً - قال - ويقال إنه بلغت النفقة في هذا الختان ستمائة ألف دينار ، وختن قبل ذلك جماعة من الأيتام وفرقت فيهم دراهم كثيرة . وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي .
ودخلت سنة ثلاث وثلاثمائة :
ذكر خروج الحسين بن حمدان عن طاعة المقتدر
في هذه السنة خرج الحسين بن حمدان بالجزيرة عن الطاعة ، وسبب ذلك أن الوزير علي بن عيسى طالبه بمال عليه من ديار ربيعة - وهو يتولاها - فدافعه فأمر بتسليم البلاد إلى العمال ، فامتنع . فجهز الوزير رائقاً الكبير في جيش لمحاربته ، وكتب إلى مؤنس الخادم - وهو بمصر - يأمره بالمسير إلى الجزيرة لقتال ابن حمدان بعد فراغه من أصحاب المهدي . فسار رائق إلى الحسين بن حمدان فالتقيا واقتتلا قتالاً شديداً ، فانهزم رائق ، وضم الحسين سواده ، وسار رائق إلى مؤنس فأمره بالمقام بالموصل ، وجد مؤنس في السير في طلب الحسين . فلما قارب منه راسله الحسين واعتذر وتكررت الرسائل بينهما ، فلم يستقر حال . فرحل مؤنس نحو الحسين . فلما قارب منه راسله الحسين واعتذر وتكررت الرسائل بينهما ، فلم يستقر حال . فرحل مؤنس نحو الحسين ، فسار إلى أرمينية بثقله وأولاده ، وتفرق عسكر الحسين عنه ، وصاروا إلى مؤنس .
ثم جهز مؤنس جيشاً في أثره مقدمهم يلبق فتبعوه إلى تل فاقان ، فإذا هي خاوية على عروشها قد قتل أهلها ، وأحرقها فجدوا في أتباعه ، فأدركوه فقاتلوه ، فانهزم من بقي معه من أصحابه ، وأسر هو وابنه عبد الوهاب وجميع أهله وأكثر من صحبه وقبض أملاكهم . وعاد مؤنس إلى بغداد على طريق الموصل والحسين معه ، فاركتب على جمل هو وانبه وعليهما اللبود الطوال وقمصان من شعر أحمر وحبس الحسين وابنه عند زيدان القهرمانة ، وقبض المقتدر على أبي الهيجاء بن حمدان وعلي جميع إخوته وحبسوا . وكان بعض أولاد الحسين بن حمدان قد هرب

الصفحة 20