كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
علي بن عيسى ، ثم أرسل إلى ديوان الخلافة يقاطع عليها بمال يحمله ، فلما بلغه مسير يوسف نحوه سار إلى خراسان ، فدخل يوسف الري واستولى عليها وعلى قزوين وزنجان وأبهر ، فلما اتصل فعله بالمقتدر بالله أنكره .
وكتب يوسف إلى الوزير ابن الفرات يعرفه أن علي بن عيسى أنفذ إليه بالعهد واللواء وأنه افتتح هذه الأماكن وطرد عنها المتغلبين عليها وأعتد بذلك ، وذكر كثرة ما أخرج عليه من الأموال ، فعظم ذلك على المقتدر وأمر ابن الفرات أن يسأل علي بن عيسى عن الذي ذكره يوسف فأحضره وسأله فأنكر ذلك فصدقه . وكتب ابن الفرات إلى ابن أبي الساج ينكر عليه تعرضه إلى هذه البلاد وكذبه على الوزير وجهز العساكر لمحاربته . فسارت في سنة خمسٍ وثلاثمائة وعليها خاقان المفلحي ومعه جماعة من القواد ، فساروا ولقوا يوسف واقتتلوا ، فهزمهم يوسف وأسر منهم جماعة وأدخلهم الري مشهرين على الجمال . فسير الخليفة مؤنساً الخادم في جيش كثيف لمحاربته ، فسار وانضم إليه من كان مع خاقان ، فصرف خاقان عن أعمال الجبل ووليها نحرير الصغير وسار مؤنس وأتاه أحمد بن علي - وهو أخو محمد بن صعلوك - مستأمناً فأكرمه ، ووصلت كتب ابن أبي الساج يسأل الرضى عنه وأن يقاطع على أعمال الري وما يليها على سبعمائة ألف دينار لبيت المال سوى ما تحتاج إليه الجند وغيرهم ، فلم يجبه المقتدر إلى ذلك وقال : لو بذل ملك الأرض لما أقررته على الري يوماً واحداً لإقدامه على التزوير فلما عرف ابن أبي الساج ذلك سار عن الري بعد أن أخربها وجبى خراجها في عشرة أيام . وقلد المقتدر الري وقزوين وأبهر وصيفاً البكتمري . . ، وطلب يوسف بن أبي الساج أن يقاطع على ما كان بيده من الولاية فأشار ابن الفرات بإجابته إلى ذلك ، فعارضه نصر الحاجب وابن الحواري وقالا : لا يجاب إلى ذلك إلا بعد أن يطأ البساط ونسب الوزير ابن الفرات إلى مواطأته والميل معه . فامتنع المقتدر بالله من إجابته إلا أن يحضر إلى الخدمة بنفسه .
فلما رأى يوسف ذلك حارب مؤنساً فانهزم مؤنس إلى زنجان ، وقتل من قواده جماعة وأسر جماعة منهم هلال بن بدر ، فأدخلهم أردبيل مشهرين على الجمال .

الصفحة 23