كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 24 """"""
وأقام مؤنس بزنجان بجمع من العساكر ويستمد الخليفة ، وكاتبه يوسف في الصلح وراسله فيه فكتب مؤنس إلى الخليفة فلم يجبه إليه . فلما كان في المحرم سنة تسع وثلاثمائة اجتمع لمؤنس خلق كثير فسار نحو يوسف ، فتواقعا على باب أردبيل ، فانهزم عسكر يوسف ، وأسر هو وجماعة من أصحابه فعاد بهم مؤنس إلى بغداد فدخلها في المحرم .
وأدخل يوسف مشهراً على جمل وعليه برنس بأذناب الثعالب فأدخل على المقتدر ، ثم حبس عند زيدان القهرمانة .
وفي سنة أربع وثلاثمائة توفي الناصر العلوي صاحب طبرستان . وفيها خالف أبو يزيد خالد بن محمد على المقتدر بكرمان - وكان يتولى الخراج - وسار منها إلى شيراز يريد التغلب على فارس ، فحاربه بدر الحمامي وقتله وحمل رأسه إلى بغداد .
وفيها سار مؤنس المظفر إلى بلاد الروم للغزاة ، فسار إلى ملطية وغزا منها ، وكتب إلى أبي القاسم علي بن أحمد بن بسطام .
أن يغزو من طرسوس في أهلها ، ففعل وفتح مؤنس حصوناً كثيرة من الروم وأثر آثاراً جميلة وعاد إلى بغداد فأكرمه الخليفة وخلع عليه .
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي وفيها ورد الخبر من خراسان أنه وجد بالقند هار في أبراج سورها أزج متصل بها ، فيه ألف رأس في سلاسل ، من هذه الرؤوس تسعة وعشرون رأساً في أذن كل رأس رقعة مشدودة بخيط إبربسم مكتوب فيها اسم الرجل . قال وكان من الأسماء شريح بن حيان وخباب بن الزبير والخليل بن موسى وطلق ابن معاد ، وحاتم بن حسنة ، وهانئ بن عروة ، وفي الرقاع تاريخ من سنة سبعين من الهجرة ، ووجدوا على حالهم لم يتغير شعرهم إلا أن جلودهم قد جفت .
ودخلت سنة خمس وثلاثمائة : قال أبو الفرج : في هذه السنة ورد على السلطان هدايا جليلة من أحمد بن هلال صاحب عمان ، وفيها أنواع من الطيب وطرائف من طرائف البحر وطائر أسود يتكلم بالفارسية والهندية أفصح من الببغاء وظباء سود .