كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 26 """"""
جالس على سرير أبنوس قد فرش بالديبقى المطرز وعن يمنة السرير تسعة عقود معلقة وعن يسرته تسعة أخرى من أفخر الجواهر يضيء ضوئها على ضوء النهار .
قال : فلما وصل الرسولان إلى الخليفة ، وقفا على نحو مائة ذراع وابن الفرات قائم بين يديه والترجمان قائم يخاطب الخليفة . ثم أخرجا وطيف بهما في الدار حتى أخرجا إلى دجلة وقد أقيمت على الشطوط . الفيلة والسباع والفهود قال : ثم خلع عليهما وحمل إليهما خمسون بدرة ورقاً في كل بدرة خمسة آلاف درهم .
قال : وفيها ورد كتاب من مرو أن نفراً عثروا على نقب في سور المدينة فكشفوا عنه فوصلوا إلى أزج فأصابوا فيه ألف رأس ، وفي أذن كل رأس رقعة قد أثبت فيها اسم صاحبها .
وفيها أطلق أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته وأهل بيته من الحبس ، وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك .
ودخلت سنة ست وثلاثمائة :
ذكر عزل ابن الفرات عن الوزارة وزارة حامد بن العباس
في هذه السنة في جمادى الآخرة قبض على الوزير أبي الحسن ابن الفرات ، وكانت مدة وزارته هذه - وهي الثانية - سنة وخمسة أشهر وسبعة عشر يوماً وكان سبب ذلك أنه أخر إطلاق أرزاق الفرسان ، واحتج عليهم بضيق الأموال وأنها خرجت في محاربة ابن أبي الساج وأن الارتفاع نقص بأخذ يوسف أموال الري ، فشغب الجند شعباً عظيماً وخرجوا إلى المصلى فالتمس الوزير من المقتدر إطلاق مائتي ألف دينار من بيت مال الخاصة ليضيف إليها مائتي ألف دينار يحصلها ويصرف الجميع في أرزاق الجند ، فاشتد ذلك على المقتدر وأرسل إليه : إنك ضمنت أن ترضى جميع الأجناد وتقوم بجميع النفقات وتحمل بعد ذلك ما ضمنت حمله يوم بيوم وأراك الآن