كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 28 """"""
الحافظ : قعدت ثمل القهرمانة في أيام المقتدر بالله للمظالم ، وحضر مجلسها القضاة والفقهاء .
وفيها غزا يسر الأفشيني بلاد الروم فافتتح عدة حصون وغنم وسلم ، وغزا ثمال في بحر الروم فغنم وسبى وعاد . وفيها أمر المقتدر ببناء بمارستان فبنى وأجرى عليه النفقات الكثيرة ، وكان يسمى المقتدري ، وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي .
ودخلت سنة سبع وثلاثمائة : في هذه السنة وصل القائم بن المهدي من أفريقية من قبل أبيه بجيش كثيف فكان وصوله إلى الإسكندرية في شهر ربيع الآخر ، فخرج عنها عامل المقتدر ودخل القائم ، وثم رحل إلى مصر فدخل الجيزة وملك الأشمونين وأكثر الصعيد . وكتب إلى أهل مكة يدعوهم إلى الدخول في طاعته فلم يجيبوه ، فبعث المقتدر بالله مؤنساً الخادم في شعبان وجد في السير فوصل إلى مصر وكان بينه وبين القائم عدة وقعات .
ووصل من أفريقية ثمانون مركباً نجدة للقائم ، فأمر المقتدر بالله أن تسير مراكب طرسوس إليهم ، فسارت خمسة وعشرون مركباً وفيها النفط والعدد ومقدمها أبو اليمن ، فالتفت المراكب بالمراكب واقتتلوا على الرشيد فظفر أصحاب مراكب المقتدر بالله وأحرقوا كثيراً من مراكب أفريقية وأسر منهم كثير . وكان ممن أسر سليمان الخادم ويعقوب الكتامي وهما مقدما المراكب فمات سليمان في الحبس بمصر ، وحمل يعقوب إلى بغداد ثم هرب منها وعاد إلى أفريقية .