كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
وبعضهم يقول : لقيته على حمار بطريق النهروان وإنه قال لهم لا تكونوا مثل هؤلاء النفر الذين يظنون أني ضربت وقتلت وفيها استعمل المقتدر على حرب الموصل ومعونتها محمد بن نصر الحاجب ، فسار إليها وأوقع بمن خالفه من الأكراد فقتل وأسر ، وأرسل إلى بغداد نيفاً وثمانين أسيراً فشهروا ، وفيها قلد داود بن حمدان ديار ربيعة .
ودخلت سنة عشر وثلاثمائة : في هذه السنة أطلق يوسف بن أبي الساج من الحبس بشفاعة مؤنس الخادم ، ودخل إلى المقتدر وخلع عليه ، ثم عقد له على الري وقزوين وزنجان وأبهر . وقرر عليه خمسمائة ألف دينار محمولة إلى بيت المال في كل سنة سوى أرزاق العساكر الذين بهذه البلاد .
وفيها وصلت هدية أبي زنبورٍ الحسين الماذرائي من مصر ، وفيها بغلة معها فلو يتبعها ويرضع منها وغلام طويل اللسان يلحق لسانه أرنبة أنفه وفيها قبض المقتدر على أم موسى القهرمانة وكان سبب ذلك أنها زوجت ابنة أخيها من أبي العباس أحمد بن محمد بن إسحاق بن المتوكل على الله وكان يرشح للخلافة ، فلما صاهرته أكثرت من النثار والدعوات وخسرت أموالاً جليلة ، فتكلم أعداؤها وسعوا بها إلى المقتدر وقالوا : إنها قد سعت لأبي العباس في الخلافة ، وحلفت له القواد ، وكثر القول فيها ، فقبض عليها وأخذ منها أموالاً جليلة وجواهر نفيسة ، قال ابن الجوزيك صح منها لبيت المال ألف ألف دينار .
ودخلت سنة إحدى عشرة وثلاثمائة :
ذكر عزل حامد بن العباس وولاية ابن الفرات
في هذه السنة في شهر ربيع الآخر عزل المقتدر حامد بن العباس عن الوزارة ، وعلي بن عيسى عن الدواوين ، وخلع على أبي العباس بن الفرات وأعيد إلى الوزارة . وكان سبب ذلك أن المقتدر ضجر من استغاثة الأولاد والحرم والخدم والحاشية من