كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
أن أصحابه كانوا يفعلون ما يريدون ويظلمون فلا يمنعهم ، فمن ذلك أن بعضهم ظلم امرأة في ملك لها فكتبت إليه تشكو غير مرة ولا يرد لها جواباً فلقيته يوماً فقالت : أسألك بالله أن تسمع كلامي فوقف لها فقالت : قد كتبت إليك في ظلامتي غير مرة فلم تجبني وقد تركتك وكتبتها إلى الله تعالى فلما رأى تغير حاله قال لمن معه : قد خرج جواب رقعة تلك المظلومة .
وفي هذه السنة دخل أبو طاهر القرمطي الكوفة وأقام بها ستة أيام يقيم بالجامع نهاراً فإذا أمسى خرج إلى عسكره وحمل منها ما قدر على حمله من الأموال وغيرها وعاد إلى هجر ، ولم يحج في هذه السنة أحد .
وفيها ظهر عند الكوفة رجل ادعى أنه محمد بن إسماعيل ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - وهو رئيس الإسماعيلية وجمع جمعاً عظيماً من الأعراب وأهل السواد واستفحل أمره في شوال ، فسير إلى جيش من بغداد ، فقاتلوه وظفروا به وانهزم وقتل كثير ممن معه .
ودخلت سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة :
ذكر عزل الخاقاني عن الوزارة وزارة أبي العباس الخصيبي
وعزل الخاقاني عن الوزارة في هذه السنة في شهر رمضان ، عزل أبو القاسم الخاقاني عن الوزارة ، وكان سبب ذلك أن أبا العباس الخصبي علم مكان امرأة المحسن بن الفرات فسأل أن يتولى النظر في أرمها فأذن له المقتدر في ذلك ، فاستخلص منها سبعمائة ألف دينار إلى المقتدر ، وصار له معه حديث . فخافه الخاقاني فوضع من وقع عيه وسعى به فلم يصغ المقتدر إلى ذلك ، فلما علم الخصيبي بالحال كتب إلى المقتدر يذكر معائب الخاقاني وابنه عبد الوهاب وعجزهما وضياع الأموال وطمع العمال . ثم مرض الخاقاني مرضاً شديداً وطال به ، فوقفت الأحوال وطلب الجند أرزاقهم وشغبوا فأرسل المقتدر إليه في ذلك فلم يقدر على شيء فعزله ، واستوزر أبا العباس وخلع عليه . وكان يكتب لأم المقتدر قبل ذلك ، ولما ولي أقر على بن عيسى على الإشراف على أعمال مصر والشام فكان يتردد من مكة إليهما في الأوقات . وفيها كتب ملك الروم إلى أهل الثغور يأمرهم بحمل الخراج إليه فإن فعلوا وإلا قصدهم فقتل الرجال وسبى الذرية ، وقال : إنني صح عندي ضعف ولاتكم فلم

الصفحة 39