كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
يفعلوا ذلك ، فسار إليهم وأخرب البلاد ، ودخل ملطية في سنة أربع عشرة وثلاثمائة ، فأخرجها وسبى ونهب ، وأقام بها ستة عشر يوماً .
ودخلت سنة أربع عشرة وثلاثمائة :
ذكر عزل أبي العباس الخصيبي ووزارة علي بن عيسى
في هذه السنة في ذي القعدة عزل المقتدر أبا العباس الخصيبي عن الوزارة ، وسبب ذلك أنه أضاق إضاقة شديدة . ووقفت أمور السلطان ، واضطرب أمر الخصيبي ، وكان حين ولى الوزارة قد اشتغل بالشرب كل ليلة ويصبح وهو سكران لا فضل فيه لعمل . وكان يترك الكتب الواردة عليه من العمال ، فلا يقرؤها إلا بعد مدة ويهمل الأجوبة عنها فضاعت الأموال وفاتت المصالح ، ثم وكل الأمور إلى نوابه وأهمل الإطلاع عليهم فباعوا مصلحته بمصلحة نفوسهم .
فلما صار الأمر إلى هذه الصورة أشار مؤنس المظفر بعزله وتولية علي بن عيسى ، فقبض عليه ، فكانت وزارته سنة وشهرين ، وأخذ ابنه وأصحابه فحبسوا . وأرسل المقتدر يستدعي علي بن عيسى ، وأمر أبا القاسم عبيد الله بن محمد الكلوذاني بالنيابة عن علي إلى أن يحضر وقدم على بغداد أوائل سنة خمس عشرة ، واشتغل بأمور الوزارة ، ولازم النظر فيها . فمشت الأمور واستقامت الأحوال . وكان قد اجتمع عند الخصيبي عدة من رقاع المصادرين وكفالات من كفل منهم وضمانات العمال بما ضمنوا من الأموال بالسواد وفارس والأهواز والمغرب ، فنظر فيها وأرسل في طلب الأموال فأتته شيئاً بعد شيء فأدر الأرزاق وأخرج العطاء ، وأسقط . من الجند من لا يحمل السلاح ، ومن أولاد المرتزقة من هو في المهد . . فإن آباءهم أثبتوا أسماءهم ومن أرزاق المغنين والمساخرة والصغاغنة والندماء . وتولى الأعمال بنفسه ليلاًً ونهاراً ، فاختار الكفاة من العمال واستعملهم في الولايات . وأمره المقتدر بالله بمناظرة أبي العباس الخصيبي ، فأحضره ، وأحضر الفقهاء والقضاة والكتاب وغيرهم

الصفحة 40