كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 41 """"""
فسأله عما صح من الأموال والمصادرات والبواقي القديمة وغير ذلك فقال : لا أعلم وما أجاب عن شيء . فأنكر عليه كونه دخل في الوزارة وهو لا يعرفها ، ووبخه توبيخاً كثيراً .
وفيها في شهر ربيع الأول خرجت الروم إلى ملطية وما يليها مع الدمستق ومعه مليح الأرمني صاحب الدروب ، فحصروا ملطية ودخلوا الربض فقاتلهم أهله وأخرجوهم منه ، فلم يظفروا من المدينة بشيء ، وخربوا قرى كثيرة من قراها ، ونبشوا الأموات ومثلوا بهم ثم رحلوا ، وقصد أهل ملطية بغداد مستغيثين فلم يغاثوا ، فعادوا إلى بلدهم بغير مقصود ودخلت سنة خمس عشرة وثلاثمائة :
ذكر ابتداء الوحشة بين المقتدر بالله وبين مؤنس
في هذه السنة هاجت الروم وقصدوا الثغور ودخلوا سمشاط وغنموا جميع ما فيها من مال وسلاح وغير ذلك ، ودقوا الناقوس في الجامع ثم خرج المسلمون في أثر الروم فقاتلوهم وغنموا منهم غنيمة عظيمة ، فأمر المقتدر بالله بتجهيز العساكر مع مؤنس المظفر ، وخلع عليه في شهر ربيع الآخر ولم يبق غير الوداع ، فامتنع مؤنس من الدخول إلى دار الخليفة واستوحش من المقتدر بالله وظهر ذلك . وكان قد أتاه بعض خدام المقتدر وقال له : إن الخليفة أمر خواص خدمه أن يحفروا جباً في دار الشجرة ويغطوه ببراية وتراب فإذا حضرت ألقيت فيه وخنقت فامتنع وركب إليه جميع الأجناد وفيهم عبد الله بن حمدان وإخوته وخلت دار المقتدر بالله ، وقالوا لمؤنس : نحن نقاتل بين يديك حتى تنتب لك لحية فوجه المقتدر رقعة بخطه يحلف أنه ما أراد به سوءاً ، فصرف مؤنس الجيش وكتب الجواب أنه العبد المملوك ، وأن الذي أبلغه ذلك قد كان وضعه من يريد إيحاشه من مولانا وأنه ما استدعى الجند وإنما هم حضروا وقد فرقهم