كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
ثم قصد دار الخليفة في جميع القواد ودخل إليه وقبل يده وحلف له المقتدر على صفاء نيته له وودعه وسار إلى الثغر وخرج لوداعه أبو العباس بن المقتدر والوزير على بن عيسى .
وفيها قتل أبو طاهر القرمطي يوسف بن أبي الساج في وقعة كانت بينهما . وكان يوسف قد ندب لقتال القرامطة فأسره القرمطي ، ثم قتله . وفيها سار الدمستق في جيش عظيم من بلاد الروم إلى مدينة دبيل وبها نصر السبكي في عسكر يحميها وكان مع الدمستق دبابات ومجانيق ، فحاصروا المدينة ونقبوا السور ودخلوها فقاتلهم أهلها ومن فيها قتالاً شديداً ، فانتصر المسلمون وأخرجوا الروم منها وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف رجل .
ودخلت سنة ست عشرة وثلاثمائة :
ذكر عزل علي بن عيسى عن الوزارة ووزارة أبي علي بن مقلة
في هذه السنة عزل علي بن عيسى عن وزارة الخليفة ورتب فيها علي بن مقلة ، وكان سبب ذلك أن علياً لما رأى نقص الارتفاع واختلال الأعمال بوزارة الخاقاني والخصيبي وزيادة النفقات استعفى من الوزارة واحتج بالشيخوخة وقلة النهضة ، فأمره المقتدر بالصبر وقال له : أنت عندي بمنزلة والدي المعتضد فألح في الاستعفاء ، فشاور المقتدر مؤنساً في ذلك فأشار بمداراته وإبقائه . ثم لقي مؤنس الوزير ولاطفه وسكنه فأبى إلا العزل ، وبلغ الخبر ابن مقلة فسعى وضمن الضمانات الكثيرة وواصل بالهدايا واستمال نصراً الحاجب ، فساعده عند المقتدر ، فأمر في نصف شهر ربيع الأول بالقبض على علي بن عيسى وأخيه عبد الرحمن ، وخلع على أبي علي بن مقلة واستوزره وأعانه عليها أبو عبد الله البريدي لمودة كانت بينهما .
ذكر الحرب بين نازوك وهارون
بن غريب الخال واستيحاش مؤنس
في هذه السنة وقعت الفتنة بين نازوك - صاحب الشرطة - وهارون بن غريب ، وأدت إلى خلع المقتدر . وسبب ذلك أن ساسة دواب هارون وساسة دواب نازوك

الصفحة 42