كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 45 """"""
وأقطع ابن حمدان مضافاً إلى ما بيده من أعمال طريق خرسان حلوان والدينور وهمذان وكنكور وكرمان شاهان والراذانات ودقوقا وخانيجار ونهاوند والصيمرة والسيروان وما سبذان وغيرها . ونهبت دار الخليفة ومضى بنى بن يعيش إلى برية لوالدة المقتدر فأخرج من قبر فيها ستمائة ألف دينار وحملها إلى دار الخليفة . وكان خلع المقتدر للنصف من المحرم منها ، ثم سكن النهب وانقطعت الفتنة .
قال : ولما تقلد نازوك حجبة الخليفة أمر الرجال المصافية بقلع خيامهم من دار الخليفة وأن لا يعبر الدار إلا من له وطر ، وأمر رجاله وأصحابه أن يقيموا مقام المصافية ، فعظم ذلك عليهم وتقدم إلى خلفاء الحجاب أن لا يمكنوا أحداً أن يدخل إلى دار الخليفة إلا من كانت له مرتبة ، فاضطرب الحجرية من ذلك .
ذكر عود المقتدر بالله إلى الخلافة وقتل نازوك وابن حمدان
قال : ولما كان في يوم الاثنين سابع عشر المحرم بكر الناس إلى دار الخلافة لأنه يوم موكبٍ ودولةٍ جديدةٍ ، فامتلأت الممرات والرحاب وشاطئ دجلة من الناس ، وحضر الرجالة المصافية في السلاح يطالبون بحق البيعة ورزق سنةٍ وهم حنقون لما فعل بهم نازوك ، ولم يحضر مؤنس المظفر ذلك اليوم . وارتفعت الأصواتُ وزعقاتُ الرجال ، فسمعها نازوك فأشفق أن يقع بينهم و بين أصحابه فتنة وقتال . فأمر أصحابه أن لا يتعرضوا لهم ولا يقاتلوهم ، فزاد شغب الرجالة وهجموا يريدون الصحن التسعيني ، فلم يمنعهم أصحابُ نازوك . ودخل من كان على الشط بالسلاح ، وقويت زعقاتهم من مجلس القاهر بالله وعنده الوزير ابن مقلة ونازوك وأبو الهيجاء ابن