كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 49 """"""
مقلة إلى دار المقتدر آخر جمادى الأولى فقبض عليه وكان بين ابن مقلة وبين محمد بن ياقوت عداوة فأنفذ إلى داره من حرقها ليلاً .
قال : وأراد المقتدر أن يستوزر الحسين بن القاسم بن عبد الله وكان مؤنس قد عاد ، فأنفذ إلى المقتدر يسأل أن يعاد ابن مقلة فلم يجبه إلى ذلك وأراد قتله ، فرده علي بن عيسى عن ذلك فسأله مؤنس أن لا يستوزر الحسين ، فتركه واستوزر سليمان بن الحسن في منتصف جمادى الآخرة ، وأمر المقتدر علي بن عيسى بالإطلاع على الدواوين وأن لا ينفرد سليمان عنه بشيء . وصودر ابن مقلة بمائتي ألف دينار ، وكانت مدة وزارته سنتين وأربعة أشهر وثلاثة أيام .
وفيها أمر المقتدر بالقبض على أولاد البريدي . وكان ابن مقلة لما ولي الوزارة قلدهم الأعمال ، فقلد أبا عبد الله الأهواز جميعها سوى السوس وجند يسابور وقلد أخاه الحسين الفراتية ، وقلد أخاهما يوسف الخاصة والأسافل ، وارتشى منهم على ذلك عشرين ألف دينار من أبي عبد الله . فلما قبض على ابن مقلة كتب المقتدر بخطه إلى أحمد بن نصر القشوري الحاجب يأمره بالقبض عليهم ثم استحضرهم إلى بغداد ، وصودروا على أربعمائة ألف دينار ، وكان لا يطمع منهم بهذا المبلغ وإنما طلب منهم ليجيبوا إلى بعضه فأجابوا إلى الجميع .
ذكر خروج صالح والأغر
في هذه السنة في جمادى الأولى خرج خارجي من بجيلة من أهل البوازيج بها اسمه صالح بن محمود وعبر إلى البرية ، واجتمع إلى جماعة من بني مالك . وسار إلى سنجار فأخذ من أهلها مالاً وخطب بها ، فذكر بأمر الله وحذر وأطال في هذا ثم قال : نتولى الشيخين ونبرأ من الخبيثين ولا نرى المسح على الخفين وسار منها إلى الشجاجية من أرض الموصل فطالب أهلا بالعشر ثم انحدر إلى الحديثة تحت الموصل وطالب المسلمين بزكاة أموالهم والنصارى بجزية رؤوسهم فجرى بينهم حرب فقتل من أصحابه جماعة ، فعبر إلى الجانب الغربي فأسر أهل الحديثة ابناً له اسمه

الصفحة 49