كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 50 """"""
محمد فأدخلوه الموصل . ثم صار صالح إلى السن فصالحه أهلها على مال أخذه ، وانحدر إلى تكريت فحاربه أهلها فقتل منهم جماعة ثم صالحوه على مال أخذه منهم ، وانصرف إلى البوازيج وتنقل في بلاد الموصل فسار إليه نصر بن حمدان لخمس خلون من شعبان من السنة فقاتله قتالاً شديداً فقتل من رجال صالح نحو مائة رجل ، وأسر صالح وابنان له فأدخلوا إلى الموصل ، وحملوا إلى بغداد فأدخلوا مشهرين .
وخرج في شعبان خارجي بأرض الموصل اسمه الأغر بن مطر الثعلبي ، وسار من رأس عين إلى كفر توثا واجتمع عليه ألف رجل فدخلها ونهبها وقتل فيها ، وسار إلى نصيبين فنزل بالقرب منها فقاتله أهلها ومعهم جمع من الجند فقتل منهم مائة رجل وأسر ألف رجل فباعهم نفوسهم ، وصادر أهلها على أربعمائة ألف درهم . وبلغ خبره ناصر الدولة بن حمدان - وهو أمير ديار ربيعة - فسير إليه جيشاً فقاتلوه فظفروا به وأسروه فسيره ناصر الدولة إلى بغداد .
وفيها خلع المقتدر بالله على ابنه هارون ، وركب معه الوزير والجيش وأعطاه ولاية فارس وكرمان وسجستان ومكران . وفيها أيضاً خلع على ابنه أبي العباس الراضي واقطعه بلاد المغرب ومصر والشام وجعل مؤنساً المظفر يخلفه فيها ، وحج بالناس عبد السميع بن أيوب بن عبد العزيز الهاشمي .
ودخلت سنة تسع عشرة وثلاثمائة :
ذكر عزل سليمان عن الوزارة وتوليه أبي القاسم الكلوذاني الوزارة
في هذه السنة قبض المقتدر على وزيره سليمان . وسبب ذلك أن الأموال ضاقت عليه ، وكثرت المطالبات من الجند وغيرهم بأرزاقهم ، واتصلت رقاع من يرشح للوزارة بالسعاية فيه والضمان بالقيام بأرزاق الجند وأرباب الوظائف ، فأمر