كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
القواد ، فلقيهم الخليجي فهزمهم بالقرب من العريش أقبح هزيمة . فندب من بغداد جماعة من القواد فيهم إبراهيم بن كيغلغ ، فخرجوا في شهر ربيع الأول . وبرز المكتفي إلى باب الشماسية يريد المسير لحرب الخليجي لما ، بلغه من قوته - وكان ذلك في شعبان - فورد كتابُ فاتك في شعبان أن القواد رجعوا إلى الخليجي وقاتلوه أشد قتال ، وكانت بينهم حروب آخرها أنه انهزم ودخل فسطاط مصر واستتربها ، ودخل عسكر الخليفة المدينة وظفروا به ، وحبس هو ومن استتر عنده .
فكتب المكتفي إلى فاتك بحمله ومن معه إلى بغداد ، فوصلوا بغداد في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ، ودخل المكتفي بغداد وأمر برد خزائنه وكانت قد بلغت تكريت . وفيها - أغنى سنة اثنتين وتسعين أخذ بالبصرة رجل ذكر أنه أراد الخروج ، وأخذ معه ولده وتسعة وثلاثون رجل ، وحملوا إلى بغداد وهم يستغيثون ويحلفون أنهم براء ، فأمر المكتفي بحبسهم .
وفيها أغار أندرونقس الرومي على مرعش ونواحيها ، فنفر أهل المصيصة وطرسوس فأصيب أبو الرجال بن أبي بكار في جماعة من المسلمين . فعزل الخليفة أبا العشائر عن الثغور واستعمل عليهم رستم بن بدر ، وافتدى رستم فكان جملة من فودى به المسلمون ألف نفس ومائتي نفس . وحج بالناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك بن عبد الله .
وفيها كان ابتداء إمارة بني حمدان بالموصل ، وذلك أن المكتفي بالله ولي على الموصل وأعمالها أبا الهجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي ، فقدمها في المحرم ، وخرج في اليوم الثاني من مقدمه لقتال الأكراد على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار الدولة الحمدانية .

الصفحة 7