كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)
"""""" صفحة رقم 8 """"""
ودخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين : في هذه السنة كان الظفر بإبراهيم الخليجي المغلب على ديار مصر ، وقد ذكرنا ذلك في سنة اثنتين وتسعين ومائتين .
وفيها أغارت الروم على قورس - من أعمال حلب - فقاتلهم أهلها قتالاً شديداً ، ثم انهزموا وقتل كثير منهم . . . ودخل الروم قورس ، وأحرقوا جامعها ، وأخذوا من بقي من أهلها . وحج بالناس في هذه السنة محمد بن عبد الملك الهاشمي .
ودخلت سنة أربع وتسعين ومائتين : في هذه السنة قتل زكرويه رئيس القرامطة على ما نذكره إن شاء الله تعالى - في أخبارهم .
وفيها غزا ابن كيغلغ من طرسوس ، فأصاب من الروم أربعة آلاف رأس سبياً ، ودواب ومتاعاً ، ودخل بطريق من بطارقة الروم في الأمان فأسلم . وغزا كيغلغ أيضاً فبلغ شلندوا .
وافتتح الليس فغنم نحواً من خمسين ألف رأس ، وقتل مقتله عظيمة ، وانصرف ومن معه سالمين . وكاتب اندرونقس البطريق المكتفي بالله في طلب الأمان فأعطاه ما طلب - وكان على حرب الثغور من قبل ملك الروم - فخرج ومعه نحو من مائتي ألف أسير من المسلمين في السلاح ، فقبضوا على بطريق كان ملك الروم أرسله ليقبض على أندرونقس - ليحاربوه - فسار إليه جمع من المسلمين لإغاثته ، فبلغوا قونية انصرف الروم عنه . وسار جماعة من المسلمين إلى أندرونقس وهو في حصنه ، فخرج إليهم ومعه أهله ، وسار معهم إلى بغداد . وخرب المسلمون قونية ، فأرسل ملك الروم إلى الخليفة يطلب الفداء . وحج بالناس الفضل بن عبد الملك .
ودخلت سنة خمس وتسعين ومائتين : في هذه السنة كانت وفاة إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خرسان وما وراء النهر وقام بعده ابنه أحمد على ما نذكره - إن شاء الله تعالى - في أخبارهم .