كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 23)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
ذكر وفاة المكتفي بالله
كانت وفاة المكتفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين ، وطالت مرضته عدة شهور ، ولما مات دفن بدار محمد بن عبد الله بن طاهر . وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنة ، واختلف فيه إلى إحدى وثلاثين سنة وشهورٍ ، وكانت مدة خلافته ست سين وستة أشهر وعشرين يوماً . وكان أسمر أعين ، قصيراً ، حسن اللحية والوجه . وهو الذي بنى جامع القصر بمدينة السلام - وكان موضعه مطامير فغطاها - وبنى تاج دار الخلافة على دجلة . وأنفق الأموال العظيمة في حرب القرامطة ، وكان نقش خاتمه بالله يثق علي بن أحمد .
أولاده : المستكفي بالله ، وثمانية ذكور .
وزراؤه : القاسم بن عبيد الله ، ثم أبو العباس بن الحسن بن أيوب بن سواد جرجرايا ، وهو أول وزير منع أصحاب الدواوين الوصول إلى الخليفة .
قضاته : أبو حازم ، ثم يوسف بن يعقوب ، ثم أبو عمر بن علي بن أبي الشوارب .
حاجبه : خفيف السمر قندي .
الأمراء بمصر : هارون بن خماروية ، ثم سنان بن أحمد بن طولون بمبايعة الجند له ، ثم محمد بن سليمان الكاتب دبرها إلى أن قدم - بأمر المكتفي - عليها عيسى بن محمد النوشري .
القضاة بها : أبو زرعة وأبو عبيدة مستتر إلى أن قدم محمد بن سليمان ، فظهر أبو عبيدة بعد استتاره عشر سنين ، وعاد إلى القضاء والله أعلم
ذكر خلافة المقتدر بالله
هو أبو الفضل جعفر بن المعتضد بالله أبي العباس أحمد - وقد تقدم ذكر نسبه - وأمه أم ولد اسمها شغب وهو الثامن عشر من الخلفاء العباسيين ، بويع له لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين وعمره يومذاك ثلاث عشرة سنة .

الصفحة 9