كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
دخل المنصور إلى أشير . ورد أبا العزم وابن الوزان إلى مصر ليخبرا م أرسلهما . فأخبراه بما كان منه . وقالا : أتينا من عند شياطين يأكلون بني آدم ، ليسوا من البشر في شيء .
وفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة ، ثار ثائر آخر ببلد كتامة ، يقال له أبوة الفرج ، وقيل : إنه كان يهوديا . وقال لكتامة : إنه من أولاد الأمراء الدين كانوا بالمهدية ، وإ ، أباه كان من ولد القائم . فانضموا إليه كثرت جموعه واتخذ البنود والطبول . وزحف إلى عسكر أبي زعبل وقاتله فلم يقم بحربه . فكتب إلى المنصور فقدم بعساكره ، والتقوا واقتتلوا ، فهزمهم المنصور وقتل من كتامة مقتله عظيمة . وهرب أبو الفرج واختفى في غار في جبل . فعمل عليه غلامان كانا له . فأخذاه وأتيا به إلى أبي زعبل . فأتى به إلى المنصور فقتله شر قتله . وشحن بلد كتامة بالعمال والعساكر ورجع إلى أشير .
ذكر وفاة المنصور أبي الفتح بن يوسف
كانت وفاته في يوم الخميس لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وثلاثمائة . فكانت مدة ملكه ثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام . وكان ملكا كريما جوادا صارما . وكانت أيامه أحسن أيام وأطيبها . وما زال مظفرا منصورا لا ترد له راية .
ذكر ولاية أبي مناد باديس بن أبي الفتح المنصور بن يوسف
قال : ولما مات المنصور قام بالأمر بعده بإفريقية ولده أبوة مناد ة ، وكان مولده في ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع وةسبعين وثلاثمائة ، ونزل في قصرها . وأتاه الناس من كل ناحية بإفريقية للتهنئة والتعزية . وأقام بسردانية أياما ثم رجع إلى قصره . وتوفي بعد ولايته الأمير نزار وولي بعدهع ابنه الحاكم بأمر الله .
ذكر ولاية حماد بن يوسف مدينة آشير
قال : وفي صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، عقد أبو مناد ولاية آشير لعمه حماد بن يوسف بن زيري ، وأعطاه خيلا كثيرة وكسا . ثن اتسعت أعماله وعظم شأنه وكثرت عساكره ، واجتمعت أمواله .

الصفحة 102