كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 103 """"""
وفي يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، وصل من مصر الشريف الداعي علي بن عبد الله العلوي المعروف بالتيهرتي . وكان أبو مناد بعث في حشد عساكره وأجناده ، فلم يبق بإفريقية وأعمالها فارس ولا راجل إلا وصل إلى المنصورية فنزل أ [ و مناد بهم إليه يفي هذا اليوم ، فكانوا صفوفا من بابا قصر السلطان بالمنصورية إلى باب قلشانة ، فرأى الداعي من العساكر والعدد ما لم ير مثله . وأتى بسجلين قرئا على منبر المنصورية والقيروان : أحدهما بولاية أبي مناد باديس ، وتلقيبه نصير الدولة ، والثاني بوفاة نزار ، وولاية ابنه الحاكم ، والجواب عن وفاة المنصور والعزاء عن نزار وعن المنصور . وكان معه سجل ثالث بأخذ البيعة على باديس وجماعة بني مناد للحاكم . فأنزل الشريف بدار الأمير يوسف بجوار قصر السلطان . ثم جلس باديس بعد ذلك وأحضر الشريف . ودعا بني مناد وسائر قبائل صنهاجة وأخذ عليهم البيعة . ثم كان الشريف يجلس في الدار التي نزل فيها ، ويأخذ البيعة على كل من أتاه من الصنهاجين وغيرهم . ثم وصله أبو مناد بمال جليل وتخوزت ثياب وبراذين بسروج محلاة ، وصرفه إلى مصر . ثم جهز هدية يعده .
ذكر خروج محمد بن أبي العرب إلى زناتة
قال : وفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، وصل كتاب يطوفت بن يوسف بن زيري إلى ابن أخيه أبي مناد يعرفه أن زير يبن عطية الزناتي قد نزل عليه بتيهرت ، وسأله أن يمده بالعساكر . فأمر باديس محمد بن أبي العرب بالخروج فنهض بالعساكر الثقيلة حتى بلغ آشير فأقام بها أياما يسيرة . ثم رحل ورحل معه حماد بن يوسف عاملهابعساكر عظيمة حتى وصلا إلى تيهرت . فاجتمعا بيطوفت في غرة جمادى الأولى من السنة . وكان زيري بن عطية بموضع يقال ل أمسان على مرحلتين من تيهرت فزحفوا إليه واقتتلوا قتالا شديدا . وكان معظم جيش حماد التلكاتيين ، وقد أساء عشرتهم ، وكلف بأمورهم غلامه خلفا الجيزي فسامهم الخسف . فلما حمى

الصفحة 103