كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)
"""""" صفحة رقم 104 """"""
الوطيس واشتد البأس ولوا منهزمين ، وأتبعهم الناس . فكانت الهزيمة على الجميع ورام محمد رد الناس فلم يقدر على ذلك . ووصلوا إلى آشير ، وقد أسلموا عساكرهم وما فيها من بيوت الأموال وخزائن السلاح والمضارب وغير ذلك فاحتوى زيري على جميع ذلك وأمر ألا يتبعوا . ووقف على باب تيهرت ، فخرج إليه أ لها . فوعدهم الجميل وأطلق خلقا كثيرا ممن أسر في المعركة أو لجأ إلى تيهرت فمضوا حتى وصلوا إلى آشير . وكانت هذه الهزيمة يوم السبت لأربع خلون من جمادى الأولى منها .
قال : وبلغ خبر الهزيمة الأمير باديس ، فبرز بنفسه من رقادة للقاء زيري بن عطية ، وذلك لليلتين خلتا من جمادى الآخرة . فلما وصل إلى قرب طبنة بعث في طلب فلفل بن سعيد بن خزرون . فخاف وأرسل يعتذر . وسأل أن يكتب له سجل بولاية طبنة إلى أ ، يقدم باديس . فكتب له سجلا بولايتها وبعث به إليه . وتمادى أبو مناد في مسيره . فلما علم فلفل أنه أبعد عنه أتى إلى طبنة فأكل ما حولها ونهب وأفسد . ومضى إلى تيجس وما والاها فنهبها . وتمادى إلى باغاية فحصرها أياما ثم رحل عنها ، وباديس في هذا مستمر السير إلى آشير . فلما بلغ المسيلة ، رحل زيري بن عطية عن آشير إلى تيهرت . فرحل إليها باديس . فلما بلغها توغل زيري هاربا منه إلى داخل المغرب .
فعند لك ولي أبو مناد على تيهرت وآشير وعمه يطوفت معه . فبلغه ما فعل فلفل بن سعيد فأرسل إليه أبا زعبل وجعفر بن حبيب ومحمد بن حسن في عسكر .
ثم رحل بعدهم من آشير ، وبقي يطوفت ومعه أولاد زيري وقد سألوا باديس أن يتركهم أعوانا ليطوفت ، فأبىت ذلك وقال : لا بد من رحليكم معي فقالوا : لنا أمور نقضيها ونلحق بك فتركهم على هذا ورحل ومعه أبو البهار بن زيري حتى وصل إلى المسيلة ، فعيد بها عيد الفطر . فبينا هو في صلاة العيد ، إذ وصل إلى أبي البهار رسول أخبره أن إخوته ماكسن وزاوي ومغنين وعرما نافقوا بآشير ، وقبضوا على يطوفت إلى باديس فيتهمه بمباطنة إخوته ، فهرب لوقته . وطلب فلم يدرك ، فلقي يطوفت في طريقه فعرفه ما كان من إخوته ، فحلف أنه لم يعاقدم على ذلك ، وأنه إنما هرب خوفا على نفسه . وفارقه والتحق . وسار يطوفت حتى لحق بابن